الفکر هو مجمل الأشکال والعمليات الذهنية التي يؤديها عقل الإنسان، والتي تمکنه من نمذجة العالم الذي يعيش فيه، وبالتالي تمکنه من التعامل معه بفعالية أکبر لتحقيق أهدافه وخططه ورغباته وغاياته. ان التفکير عبارة عن نتاج تفاعل الأبنية العقلية للشخص مع العالم الخارجي، فالتفاعل بين ما هو بداخل النفس وماهو بخارجها هو الذي يولد أفکار ومفاهيم جديدة، فهو نشاط يستخدم الرموز مثل الصور والمعاني والألفاظ والأرقام والذکريات والإشارات والتعبيرات والإيحاءات التي تحل محل الأشياء والأشخاص والمواقف والأحداث التي يفکر فيها الشخص بهدف فهم موضوع أو موقف محدد، فلذا يعتبر التفکير أعلى الوظائف الإدراکية التي يندرج تحليلها.
ان من أبرز أهداف الفکر و التعليم هو رفع مستوى التفکير عند الطالب ليصل الى التمکن من ممارسة عمليات التفکير المجرد. وبناء على هذا التعريف فإن الطالب يحتاج إلى المعرفة حتى يستطيع أن يفکر جيدا ويتعامل بطريقة صحيحة مع المشکلات، ولکن کثير من الطلاب لا يجيدون استخدام معارفهم السابقة رغم توفر المعرفة لديهم والسبب في ذلک عدم تمکنهم من استرجاع المعلومات والمعارف المخزونة مسبقا.
والعملية التشکيلية تستدعي استجابات تشمل التفکير والأحاسيس والمشاعر، کما تستدعي الإتجاهات الإبداعية مع المهارات المعرفية، ومن أهم الأمور التي تساعد في تحقيق تلک العملية تشجيع التفکير والتأمل والتحليلات والمبادرات عند الطلاب وعدم قمعها أو رفضها أو الاستهانة بها أو عدم الاکتراث لها.
ومن هنا تتمرکز مشکلة البحث في کيفية تعليم الطالب التعامل مع المعلومات المخزونة في عقله والتعلم من خبراته السابقة، وکيفية تهيئة الأستاذ الطلاب لکي يستعملوا عقولهم في التفاعل مع الأنشطة والخبرات التي تعرض لهم في مواقف تستدعي التفکير لأن التفاعل مع الأشياء والأحداث والشخصيات يشکل إحدى قواعد التفکير المهمة.