إن الکوارث التي تحدث في الکثير من المدن على مر التاريخ المعاصر وما ينتج عنها من دمار وخراب وأضرار للبناء والإنسان على حد سواء، يجب أن يشجع أصحاب القرار إلى الإسراع في إعادة الإعمار للعودة إلى الوضع قبل الکارثة بأقصر وقت ممکن لمحوها وآثارها من ذاکرة السکان وحياتهم، وفق استراتيجيات وسياسات حکومية مستدامة ناتجة عن معرفة وخبرات علمية، تکون على اطلاع بالتجارب السابقة في عملية إعادة الإعمار، من هنا تأتي أهمية البحث في توضيح مفهوم ومصطلح إعادة الإعمار وأنواع الکوارث وتقييم الأضرار، ودراسة وتحليل وتوصيف مجموعة من التجارب العالمية والإقليمية والمحلية السابقة في إعادة الإعمار سلبا وإيجابا، وبناء عليها اقتراح مجموعة من الأفکار التطويرية وفق محاور إدارية وتشريعية وعمرانية ومعمارية واجتماعية، وثم إجراء مقارنة تقييمية لنسبة مطابقة هذه الأفکار للسياسات الحالية المتبعة في إعادة عمار مدينة حلب، وبالتالي معرفة السلبيات ونقاط الخلل لتصحيحها وتصويبها، ودعم الإيجابيات وتطويرها والتأکيد عليها، والوصول إلى مجموعة من النتائج والتوصيات التي لابد منها قبل البدء بإعادة الإعمار، من خلال التأکيد على الدروس المستفادة من التجارب السابقة في وضع استراتيجية ومنهجية سليمة لإعادة الإعمار، وفق مصفوفة تنفيذية وجدول زمني محدد تربط بين کافة مراحل الإعمار وقطاعاته المختلفة، وفي خط متواز مع التنمية والتطوير المستدام، تساعد أصحاب القرار والجهات المعنية على تجنب الأخطاء والفساد قبل وأثناء وبعد إعادة الإعمار.
في النهاية، ان مدينة حلب هي مدينة کبيرة وذات تاريخ قديم بکافة قطاعاتها القديمة والتاريخية والحديثة، ولابد من الاهتمام بها بشکل أکبر لأنها ليست ملک للمجتمع المحلي فحسب، بل هي تراث عالمي يفرض على کافة المنظمات والهيئات العالمية والأمم المتحدة واليونسکو دعما ماليا وإداريا وفنيا وعلى کافة المستويات وبالتنسيق مع الجهات المحلية لضمان الحفاظ على هذه المدينة وإعادتها اجمل مما کانت عليه قبل الحرب.