يتسم العصر الحالي بالتقدم والتطور السريع في کافة مجالات الحياة ؛ الأمر الذي أدى إلى تغيير أهداف الشرکات الإنتاجية والخدمية من مجرد تلبية إحتياجات عملاءها ، إلى محاولة توفير مستوى مرتفع جداً من الرفاهية لم تحلُم به البشرية يوماً . إلى أن وصل الأمر بأن تلک الشرکات أصبحت تبتکر احتياجات ، وتقدم لعملاءها منتجات وخدمات حديثة ومبتکرة تُلبي هذه الاحتياجات المستحدثة .
ولکي تضمن الشرکات التي تعمل في نفس المجال بقاءها وتفوقها على نظيرتها في الأسواق العالمية يجب أن تتبع طرق وأساليب إبتکار وتطوير حديثة قائمة على التکامل بين العلوم والمعارف المتوفرة ، بحيث تحقق الاستفادة المُثلى من العلوم الأساسية والتطبيقية المتقدمة بشکل متکامل مع بعضها البعض ؛ وذلک سعياً لتقديم منتجات وخدمات مبتکرة وذات قيمة مرتفعة تحقق ما يرجوه العملاء من تلبية لاحتياجاتهم ، وما تسعى إليه الشرکات من تفوق على نظيراتها .
وباعتبار تخصص التصميم الصناعي أحد أهم التخصصات المعنية بتوفير منتجات تُلبي احتياجات البشرية في کافة المجالات ، ولمواکبة ذلک التقدم الهائل والمتلاحق يجب أن تُصاغ طرق ممارسة وتطبيق التصميم الصناعي بأسلوب حديث، يُحقق الاستفادة من العلوم المختلفة بشکل متکامل مع بعضها البعض . کما يُتيح الدمج بين الخبرات المختلفة لکل المعنيين بموضوع التصميم .
ولقد توصل البحث إلى منهجية جديدة لممارسة أنشطة عملية التصميم الصناعي تعتمد على الدمج بين المعارف والخبرات للتخصصات المختلفة المرتبطة بموضوع التصميم ، مع الأخذ في الاعتبار ليس فقط احتياجات الفئة المستهدفة من عملية التصميم ، وإنما أيضاً کل ما يحيط بها من ظروف وعوامل قد تکون متغيرة ، وتعتبر مؤثرة على عملية وظروف استخدام المنتجات قيد التصميم والتطوير . فتعتبر تلک المنهجية دليل لتصميم المنتجات وبيئة استخدامها ، وإضافة معارف جديدة للمستخدم مرتبطة بمجال المنتج المعني . حيث يساهم المنتج وعملية استخدامه في رفع وعي وثقافة المستخدم .
وتوصل الباحث لتلک المنهجية مستخدماً المنهج الاستدلالي ، وذلک من خلال دراسة وتحليل مفهوم التصميم المتکامل وکيفية تطبيقه في تخصصات أخرى مختلفة ، وتوضيح أساليب الدمج بينه وبين قواعد ممارسة أنشطة عملية التصميم الصناعي .