أضحى للتطورات الحديثة في مجال الاتصالات وتکنولوجيا المعلومات اثار عدة على تصميم وتقديم البرامج التعليمية في التعليم العالي, وأصبح للتقدم في تکنولوجيا التعليم تأثيراً إيجابياً في تحقيق التواصل الفعال بين المعلم والمتعلم، وقد يسر هذا للمعلم سبلاً عديدة لتوصيل المعلومات والمهارات بأساليب وطرق متنوعة تثري عملية التعلم وتزيد من فاعليتها وأثرها, حيث توصي کثير من الاتجاهات التربوية الحديثة بضرورة البحث عن أفضل الطرائق والوسائل المعنية بتوفير بيئة تعليمية تفاعلية مناسبة لجذب اهتمام الطلاب، وحثهم على التعلم، وتبادل الآراء والحوار.
ويعتبر التعليم المدمج ناتجاً من انتشار التعليم الإلکتروني والتي تسخّر أحدث ما تتوصل إليه التقنية من أجهزة و برامج في عمليات التعليم، مع دمجها بالوسائل والإجراءات التقليدية لتحقيق الفائدة الثنائية، بدءًا من استخدام وسائل العرض الإلکترونية لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية واستخدام الوسائط المتعددة في عمليات التعليم الفصلي والتعليم الذاتي، وانتهاءً بالتواصل الافتراضي الذي يتيح للطلاب الحضور والتفاعل مع محاضرات قد تکون مقامة في دول أخرى من خلال تقنيات الإنترنت التفاعلية. فالتعليم المدمج هو بمثابة نمط تعليمي تُستخدم فيه وسائل إتصال مختلفه معاً لتعليم مادة معينة، وقد تتضمن هذه الوسائل مزيجاً من اللقاء المباشر في قاعة المحاضرات، والتواصل عبر الانترنت، والتعلم الذاتي.
وفي مجال تعليم تصميم المنشآت المعدنية أصبحت الحاجة ملحة في هذا العصر نحو تغيير بنائية شخصية الطالب وتحويله إلى طالب متفاعل ودائم البحث عن المعلومات، فلا يکون متلقيا للمعلومات فقط، بل مشارکا ايجابيا وصانعا للخبرة، وباحثا عن المعلومة والمعرفة بکل الوسائل الممکنة، مستخدما مجموعة من الإجراءات العلمية، کالملاحظة والفهم والتحليل والترکيب، والقياس، وقراءة البيانات، والاستنتاج، تحت إشراف هيئة التدريس التي تقوم بتوجيهه وتقويمه.
يمثل التعليم الدعامة الأساسية في تقدم الشعوب والأمم ، لذلک تسعى المؤسسات التعليمية لتطوير تعليمها، وفي ظل التغير المتلاحق ونمو المعرفة بمعدلات سريعة لم تعد أساليب التعليم التقليدية کافية للتعليم في عصر الکمبيوتر والإنترنت، بل أصبح التعامل مع هذه المستحدثات التکنولوجية وتوظيفها في التعليم ضرورة ملحة تفرضها علينا التطورات المعرفية والتکنولوجية المعاصرة حيث أصبح من المهم تطوير تعليم تصميم الانشاءات المعدنية من اسلوب تقليدي الي أساليب حديثة تتسم بمواکبة تکنولوجيا المعلومات في جميع الجوانب الأکاديمية والتقنية، وبخاصة اسلوب التعليم المدمج، وقد أدى هذا التطور إلى ظهور الحاجة لاکتساب أعضاء هيئة التدريس مهارات وقدرات جديدة تمکنهم من توظيف تقنيات التعليم الإلکتروني واستخدامها بفاعلية مع التعليم التقليدي في تعليم التصميم من خلال وضع منهجية مقترحة لذلک الاسلوب.