التغيرات الاجتماعية التي تطرأ على المجتمعات البشرية حقيقة أصيلة تشمل کل مقومات الحياة وتصيب النظم والعلاقات الانسانية. فمع تعاقب الحياة تتطور وتتغير الأقکار تختلف القيم والمعايير الأخلاقية والاجتماعية ، وتختلف المهارات البشرية وتتغير سرعة وإيقاع الحياة ، وتتنوع المشاکل والمعوقات ،وتختلف القدرة على التأقلم والتمسک بالعادات والتقاليد المجتمعية ، وتتبدل القضايا والمشروعات التي تلتف حولها المجتمعات.
تحدث هذه التغيرات نتيجة تعرض المجتمعات البشرية لمجموعة من العوامل منها ما هو ثقافي أو اقتصادي أو سياسي . وبما أن الفن بشکل عام هو وسيلة تعبير ووسيلة اتصال ، والسينما هي الوسيلة الأکثر جماهيرية والأکثر قدرة على الوصول لکافة المستويات الثقافية والاجتماعية لذا ينظر إليها کسبب رئيسي من أسباب هذه التغيرات وخاصة السلبي منها.
مشکلة البحث:-
عادة ما تشير أصابع الإتهام إلى السينما فيما وصلت إليه المجتمعات وخاصة العربية من تغيرات سلبية على کافة المستويات الأخلاقية والفکرية والثقافية ... وفي المقابل يدافع السينمائين عن الصورة السينمائية بأنها مستقاه من الواقع التي تتأثر به. ولهذا کان لابد من دراسة دور الصورة السينمائية الإيجابي والسلبي على المجتمعات العربية ومحاولة فک شفرة هذه الجدلية التي اقترن ظهورها مع بداية ظهور الفن السابع.
هدف البحث:-
يهدف البحث إلى دراسة تأثير المحتوى البصري لمشاهد العنف في الفيلم السينمائي على المجتمع.
فروض البحث:-
1. تطويع اللغة البصرية للصورة السينمائية يعمل على توجيه مشاعر المتلقي وإستلاب وعيه وتعطيل مبادئه الأخلاقية بشکل جزئي.
2. إذا تم تصوير مشاهد العنف على الشاشة بشکل يضفي الواقعية والمصداقية عليها فإن ذلک يؤدي بطريقة غير مباشرة التأثير في المشاهد وتغيير سلوکه بشکل سلبي.
3. تکثيف مشاهد العنف وتکرارها في الأفلام السينمائية يؤدي إلى بناء أجيال تنظر إلى العنف الواقعي في الشارع بشکل من الامبالاة والإعتيادية.
منهج البحث:-
تنتهج الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لدراسة الدور الذي تلعبه الصورة السينمائية في التاثير على المجتمع.