کانت الهند ومازالت تشتهر بکافة أنواع الأحجار الکريمة وشبه الکريمة مما کان له أکبر الأثر في حياة الطبقات المجتمعية الهندية منذ أقدم العصور، ويظهر ذلک من خلال ما تبقى لنا من آثار مادية وتحف فنية تزخر بها متاحف العالم، کما ظهر ذلک جلياً في کتابات الأباطرة خلال العصر الذهبي لشبه القارة الهندية وهو عصر الدولة المغولية (932- 1274هـ/ 1526- 1858م) وخاصة کتابات الإمبراطور المغولي ﭽهانگير (1014-1037هـ/1605-1627م) الذي کان مغرماً بهذه الأحجار فأفاض في ذکرها وأشار إلى دورها في حياة البلاط المغولي بصفة خاصة وحياة الملوک والأمراء الهنود بصفة عامة. وقد تميزت بعض المناطق الهندية باحتواء أرضها أو انهارها أو جبالها على أنواع معينة من الأحجار الکريمة والجواهر مثل مملکة کراناتاکا في جنوب الهند والتي کانت غنية بالألماس والعقيق والبلور والياقوت الزمرد، بينما کان السفير يستخرج من البنجاب وکشمير، ومن أوريسا الياقوت والبلور والسفير والزمرد، وبلغ من أن اطلق علي بعض هذه المناطق اسم الحجر الذي اشتهرت به مثل جزيرة سرنديب التي اطلق عليها جزيرة اليواقيت نظراً لتوفر الياقوت بها بکافة ألوانه؛ ووادٍ يعرف باسم وادي الأدماس أي الألماس، کما ثبت أن بعض مدن الهند کانت تنتج العقيق. وعلى الرغم من أن شبه القارة الهندية تعتبرأکثر دول العالم التي يستخرج منه الأحجار الکريمة والجواهر إلا أن هذه المذکرات اثبتت أنها کانت تستورد بعض الأحجار الکريمة من الدول الأخرى وخاصة حجر اليشم الذي يؤتى به من کاشغر أو الترکستان الشرقية والفيروز من أصبهان بإيران والزمرد وحجر قبطي من صعيد مصر والعقيق الجيد من اليمن. کما تميزوا وتفوقوا في فن حکاکة الأحجار الکريمة منذ القدم بل کان بعض الأباطرة المغول يتقنون هذه الحرفة وينتجون الکثير من التحف بأيديهم وعلى رأسهم ابن الإمبراطور المغولي ﭽهانگير وهو شاه ﭽهان، ومن ثم فإن دراسة هذا الفن خلال هذه الحقبة التاريخية يعد إضافة جديدة في مجال الفنون والآثار الإسلامية بصفة عامة والهندية بصفة خاصة.