تعتبر السينما الروائية آلية من آليات الثقافة، ولعل الهوية تقوم بالأساس على خلفية ثقافية مما يستدعى تثمين کل الزاد الثقافى الذى تمتلکة الأمة، وتوارثته عبر الأجيال، وترسخ فى اللاوعى الجمعى للأمة، ليکون بمثابة العناصر المؤسسة لهوية جمعية موحدة قادرة على إذابة مختلف عناصر المجتمع فى بوتقة موحدة، يشعر من خلالها کل فرد بإنتمائه للجماعة ويدافع عنها ويسعى لتحقيق مصالحها، وتعد الأفلام التى تحمل بعض عناصر التراث الشعبى أحد أدوات تشکيل وتنمية وإثراء الثقافة فى المجتمع المصرى من خلال نشر وترويج رسائل غير مباشرة من حيث تقديم الأفکار التى تحمل التأويل والمضامين المرکبة .
إنطلاقا من ذلک يهدف البحث إلى الکشف عن الکيفية التى تفاعلت بها السينما المصرية مع أحد ملامح الهوية متمثلة فى لعبة "التحـطيب" التى تعبر عن تراثنا الإبداعى وثقافتنا وطابع حياتنا، کما يمکن لنا أن نلتمس ملامح خصوصية المجتمع المصرى ، بما فيه من عادات وفنون وغيرها ، قد تناولتها السينما المصرية کملمح يؤکد على وجود الخصوصية فى المجتمع المصرى وهو ما يعکس خصوصية الشخصية لتميز هذه الأشکال الفولکلورية عن غيرها من أشکال الفولکلور لدى شعوب أخرى .
و"التحطيب" فن من الفنون المصرية المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة الذي تستخدم فيه العصا في المبارزة ، وکان طقساً يومياً عند الفراعنة ، وفي العصر الحديث ، أصبحت تقدم خلال الأفراح داخل الريف المصري والصعيد کنوع من أنواع التراث الشعبي . وتتميز لعبة التحطيب بدقة الآداء وجماليات الحرکة وخفتها والحبکة الفنية فيها ، وقد عکست السينما المصرية فى الکثير من الأفلام عن وجودها فى المجتمع المصرى بشکل جلى فى جميع إحتفالات الزواج والموالد ....وغيرها.
مشکلة البحث :
تکمن مشکلة البحث فى رصد تناول بعض عناصر الثقافة الشعبية متمثلة فى لعبة " التحطيب " أحد أهم الألعاب الشعبية فى المجتمع المصرى کأحد ملامح الهوية فى سياق درامى مرئى فى المنتج الفنى الذى قدمته السينما المصرية فى الکثير من الأفلام السينمائية.