يعتبر السيناريو من أدوات وطرق التصميم الأکثر فاعلية والمستخدمة في توقع مناطق النجاح والفشل في تصميم المنتج، حيث يعطي السيناريو توقعات عن دورة حياة المنتج ومساره خلال کل مرحلة، ولما کان السيناريو أداة مستقبلية تعطي مؤشرات عن الأحداث المستقبلية خلال کل مرحلة من مراحل دورة حياة المنتج، لذا ظهرت أهمية استخدام السيناريو في تصميم المنتج وخاصة المنتجات الأکثر ملاءمة للبيئة، بحيث يصبح هناک نوعاً من السيناريو يسمى السيناريو البيئي، والذي يتناول تقييم الأثر البيئي في کل مرحلة من مراحل عمر المنتج وتوقع النتائج سواء کانت إيجابية أو سلبية، بحيث يصبح أداة من أدوات تحقيق الاستدامة في تصميم المنتج، فعن طريق رسم خريطة عمر المنتج يصبح هنا مراعات الاعتبارات والمتطلبات البيئية لتحقيق الاستدامة من الأدوات المطلوبة والتي تساعد على ذلک، فالسيناريو البيئي قادر على وصف کيف سيتم التعامل مع المنتج في کل مرحلة من مراحل دورة حياة المنتج وما التأثير الناتج عن تلک المراحل وکيف يمکن التحکم في ذلک، فعملية تحليل وتقييم التأثير البيئي للمنتج يمکن توقعها باستخدام السيناريو البيئي.
للمنتجات الصناعية تأثير کبير على البيئة بکافة جوانبها، حيث يحتاج إنتاجها وتوزيعها واستخدامها وکذلک التخلص منها إلى الکثير من العمليات والموارد، الخ، والتي تؤثر على توازن النظم الطبيعية، حيث تشير الدراسات أن 80% من التأثيرات البيئية للمنتج خلال دورة حياته يتم تحديدها من خلال القرارات التي يتم اتخاذها أثناء عملية التصميم، وبناء على ذلک، فإن مرحلة التصميم هي أکثر اللحظات الواعدة للمنتج للتغلب على المشکلات البيئية.(13)
حيث يعتبر موضوع الاستدامة من الموضوعات الهامة في عملية تصميم المنتج، حيث يؤثر المنتج بشکل کبير على البيئة والعکس، وکذلک تتحکم به الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، ولذلک تصبح جوانب الاستدامة الثلاث مرتبطة بتصميم المنتج، ومؤثرة عليه بشکل کبير، لذا کان هناک أهمية لدراسة طرق وأساليب تحقيق الاستدامة في تصميم المنتج من کافة الجوانب حيث يعتبر موضوع السيناريو البيئي من تلک الطرق الهامة، حيث أنها تعطي توقعات مستقبلية وتجنبنا الکثير من المشکلات التي ستظهر لاحقاً خلال دورة حياة المنتج.