تناول البحث فحص وتحليل تمثالين معدنين مطعمين من القرن 12-16 م ، وکلا التمثالان معروضان بمتحف کلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان بالقاهرة ،ولقد تم فحص وتحليل التمثالين باستخدام الميکروسکوب (OM) والميکروسکوب الالکتروني الماسح المزود بوحدة التحليل (SEM-EDX) والتحليل بحيود الأشعة السينية (XRD، وأظهرت عمليات الفحص والتحليل أن کلا التمثالين مصنوعين من الحديد الزهر Cast iron يعلوهما زخارف ونقوش مطعمة بسبيکة البراس ، إلا إن هذه الشرائط من البراس تعاني من التمزق وفقد أجزاء کبيرة منها ،ومن خلال الدراسة والفحص تم تحديد طرق التقنية والصياغة والتصنيع المستخدمة في التمثالين ومن ثم تقييم تأثير عمليات التلف الفيزيوکيميائية التي يعاني منها التمثالين مما يساعد في علاج وصيانة التمثالين.
حيث أظهرت طرق الفحص والتحليل اختلاف تقنية صناعة التمثالين فتبين أن احد التمثالين صنع بطريقة الطرق والآخر بالصب أو السباکة، و تبين أن عمليات التآکل بالتمثال المصنوع بطريقة الطرق نشطة ومستمرة بينما عمليات التآکل بالتمثال المصنوع بطريقة الصب أکثر استقراراً ، حيث أظهر الفحص البصري والميکروسکوبي وجود العديد من نواتج الصدأ والتآکل بالاسطح الداخلية لکلاً من التمثالين ، کما تبين من خلال التحليل بحيود الأشعة السينية أن نواتج الصدأ في التمثال المطروق ناتجه عن انتشار أيونات الکلورين في البيئة المحيطة مما أدى إلى تکون کلوريد النحاس وکلوريد الحديد بالاضافة إلى اکسيد الحديد akaganite ونسبة ضئيلة من کبريتات الحديد ووجود أيونات عدائية لمرکبات الصدأ أدى إلى زيادة التلف وظهور العديد من الکسور والتشقق وفقد أجزاء من أشرطة سبيکة البراس المستخدمة في التطعيم ، أما التمثال المصنوع بطريقة الصب فتبين وجود أطوار لمعدن الجوثيت goethite والماجنتيت magnetite والتي تشير لاستقرار حالة التآکل والصدأ بهذا التمثال ، وتعتبر الدراسة السابقة هامة وتؤکد على اختلاف نوع التآکل ودرجته باختلاف طرق التصنيع وعلى ضرورة التدخل والتحکم في البيئة المتحفيه لصيانة وحفظ التراث الحضاري الذي تزخر به المتاحف.