يعد اللون احد اهم الوسائل التي تؤثر علي رد فعل الاشخاص تجاه رؤيتهم للبيئة المحيطة ووسيلة تجعلهم يتحکمون في الاشارة والتعبير عن انفسهم وتحقيق رغباتهم واثبات تميزهم وعاداتهم وتقاليدهم ، اصبح اللون اداة تستخدم في جميع دول العالم لتمييز المباني والتعبير عن کل عنصر من عناصرها وسرد مکوناتها وفک رموزها وربطها ببعضها البعض وهذا ما اکده معماري الحداثة امثال فرانک لويد رايت ، لوکوربوزييه ، اوسکار نيمار ، کما اکده ايضا معماري ما بعد الحداثة امثال مايکل جريفز ،روبرت ستيرن ، کارلوس لاوز ، باولو بورتوغيسي وغيرهم بأعادة اکتشاف الالوان بطريقة جديدة في المباني وبالتالي دخول اللون عنصرا اساسيا في العمارة المعاصرة مما اثر في  مجال التصميم الداخلي .
   تعتمد طريقة تعامل التصميم الداخلي مع الالوان على تأثيراتها النفسية وابعاد تناولها في الفراغ الداخلي ،  کما انه يعد  بمثابة اداه في يد المصمم الداخلي ليؤکد على نوع الوظيفة والنشاط المحدد لکل محتوى فراغي ، ومن ثم يعد اللون من اهم العناصر المؤثرة في التصميم الداخلي کما ان فهم خصائص ومؤثرات اللون يعد من الاهمية في اي تصميم ، حيث يستخدم  البعض اللون في التصميم الداخلي دون دراسة علمية للالوان واسس استخدامها او معرفة دلالاتها ، وتاثيراتها السيکولوجية  والفسيولوجية والوظيفية في الفراغ الداخلي تأثيراتها المختلفة في مستوي نشاط المستخدم .
  مع وجود العديد من التجارب السلبية التي لا ترتقي بالذوق العام باتجاه والنهوض به  لرؤية جمالية واعية ، والتي لا تؤدي دورها ووظيفتها وتأثيرها النفسي المطلوب ، فأنه لابد من التعريف باللون ،مفهومه ،نظرياته ،اهم دلالاته ورموزه ، فضلا عن دراسة الاسس العلمية لاستخدام الالوان وتاثيراتها الوظيفية والجمالية والنفسية في مکونات الفراغ الداخلي للعمارة وانعکاس کل ذلک علي الانسان ، وعلي حيويته ومستوي نشاطه الفردي او الجماعي.
    تعد الحضارات المختلفة مصدر للثراء اللوني وخاصة الحضارة الاسلامية ، القائمة على الخيال والتصور، وقد وجدت الالوان مکانتها التي لازمت الفنان العربي المسلم والهمته من صور الجمال وکانت تتراءى وتتجسد له في مجالات العمارة متمثلة في الرسوم الجدارية وفي زخرفتها المطعمة بالفسيفساء والفنون المختلفة من رسم وخط وزخرفة ، وعليه فان الالوان في الابداع الفني للفنان المسلم  تراءت وتمثلت له اشخاص رسمها بألوانها وخطوطها، فاستحالت صوراً لونية نابضة بالحياة .
    يأتي الهدف من دراسة اللون في العمارة الإسلامية، ليس للانعاش الذاکرة التاريخية والحديث عن الماضي ومنجزاته، بل البحث أيضاً عن صيغة مستقبلية لاثر اللون تقوم على التحديث ، مع الاستفادة من هذه الصيغة المستقبلية في مجال التصميم الداخلي وتطبيقها لتتواکب مع متطلبات العصر وتحقق التوازن الفسيولوجي والسيکولوجي داخل الفراغات الداخلية مختلفة الانشطة  .