من آن لآخر تبرز حاجة الشعوب لتأکيد ذاتها وإبراز تميُّزها وتفرُّدها، وفى أن يکون لها هوية تساعد فى الإعلاء من شأن أفرادها وسط المجتمعات المختلفة، حيث يساهم وجود الهوية فى شعور الفرد بالذاتية والخصوصية، کما أنها تُعتبر الصورة التى تعکس ثقافته وحضارته وتاريخه.
وفى هذا الشأن، يُعَد الخط العربى أحد عناصر الزخارف الإسلامية المعبرة عن الهوية العربية. وبالتالى تظهر مشکلة البحث فى التساؤلات الآتية: کيف يمکن تحقيق الهوية العربية فى التصميم الداخلى والأثاث؟ وکيف يمکن استخدام الخط العربى بأسلوب معاصر لتحقيق تلک الهوية؟ لذلک يهدف البحث إلى طرح رؤية معاصرة لاستخدام الخط العربى فى التصميم الداخلى والأثاث من منظور فن الکاليجرافيتى. ويستمد البحث أهميته من کونه يلقى الضوء على دور الفنون الحديثة فى إحياء عناصر التراث بشکل معاصر، من خلال استحداث صياغات تصميمية جديدة لها، استناداً إلى افتراضات البحث أن إحياء التراث فى أعمال تصميمية معاصرة يساهم فى تأکيـــــــــد الهويـــــة وتحقيق التميز، کما أنه يمنعه من التجمد، ويمنحه القدرة على الاستمرارية والملاءمة لروح العصر، وأن الاهتمام بالخط العربى- کأحد العناصر التراثية للفن الإسلامى- هو أحد آليات إحياء التراث، بالإضافة إلى أن فن الکاليجرافيتى له دور فعال فى إثراء عملية الإبداع التصميمى لدى المصمم.
وينقسم البحث إلى عدة محاور؛ المحور الأول: وهو عبارة عن لمحة تاريخية عن الخط العربى نتعرف فيها على نشأته، عوامل ازدهاره، واستخداماته فى الحضارة الإسلامية، مروراً بالمحور الثانى: وهو يتضمن دراسة فنية للخط العربى تشمل أنواعه، مميزاته، خصائصه ومقوماته التشکيلية، أساليب تشکيله، وأساليب استخدامه فى التصميم الداخلى والأثاث، ثم المحور الثالث: وهو يستعرض الخط العربى وحرکة التطوير- والتى يمثلها فن الکاليجرافيتى متناولاً تعريفه، نشأته وعوامل ظهوره، خصائصه، أساليب تحقيقه، وتطبيقاته فى العمارة والتصميم الداخلى والأثاث. وتترکز الحدود الموضوعية للبحث فى دراسة فن الکاليجرافيتى العربى، وينتهج البحث المنهج الاستقرائى، المنهج الوصفى التحليلى، والمنهج التطبيقى من خلال وضع رؤية تصميمية مقترحة لاستخدام فن الکاليجرافيتى فى تصميم الأثاث. وأخيراً يتم عرض نتائج وتوصيات البحث، والمراجع العربية والأجنبية.