فى أواخر عام 2009 خرجت شرکة السيارات فولکس فاجن والوکالة الإبداعية DDB بحملة إعلانية ناجحة على الصعيدين البيئي والمجتمعي، على هيئة مبادرة لتعديل السلوک الإنساني أطلقت عليها " نظرية المتعة "، ترتکز على فکرة أن شيئًا بسيطًا مثل المتعة هو أسهل طريقة لتغيير سلوک الإنسان نحو الأفضل، سواء کان هذا التغيير يعود بالفائدة على المتلقي أو المجتمع المهم هو تغيير السلوک للجانب الإيجابي، کان ذلک من خلال حملة إبداعية تفاعلية أطلقتها بين الناس في شوارع ستوکهولم أثبتت نتائج إيجابية لتعديل السلوک. أحد أفکار الحملة کانت فکرة الدرج الإيقاعي حيث تم تثبيت مفاتيح بيانو تفاعلية على الدرج بجوار المصعد لمعرفة ما إذا کانت فکرة المتعة تحفز المزيد من الجمهور أن يصعدون الدرج عن المصعد، وأثبتت النتائج أنه على مدى يوم واحد اختار أکثر من 66٪ من الأشخاص الدرج الموسيقى عن المصعد، وانتشرت الحملة على هيئة فيديوهات على الانترنت بشکل کبير وعدد مشاهدات عالية جدا ولم تذکر الشرکة اسمها او شعارها إبان هذه المبادرة فى الشارع فقط فى نهاية الفيديو عبارة إعلانية أنها "مبادرة من فولکس فاجن " ونجحت الحملة في ربط الجانب المجتمعي بالبراند، لتفتح المجال للعديد من الشرکات للاستفادة من فکرة المتعة فى التصميم.
ويعد تغيير السلوک الإنساني مصدر قلق رئيسي للشرکات التي تعيد توجيه أهدافها حول تعزيز الرفاهية والسعي نحو الاستدامة، ليس من خلال الجوانب الاقتصادية فقط بل المسئولية المجتمعية و تعديل سلوک الإنسان، وحيث أن البراند يعد أکثر من کونه إسقاط مرئي للمؤسسة بل هو مظهر من مظاهر القيم الأساسية لها وفلسفتها وما تؤمن به، فإن سعى المؤسسات نحو تطبيق مفهوم الإستدامه يظهر فى کونها براند، ومن هنا أصبحت صفة الاستدامة کذلک تطلق على البراند الذى يحقق الممارسات المستدامة التى تقدمها المؤسسة للجمهور، سواء کانت هذه الممارسات بيئية، او اقتصادية، أو مجتمعية نحو السلوک وتغييره نحو سلوک إيجابى وخلق صورة ذهنية عن البراند أنه مستدام.
مشکلة البحث: ما هي نظرية المتعة وکيف يمکن الاستفادة منها في تغيير إيجابي للسلوک يساهم في استدامة البراند؟
فروض البحث: ان الشرکات التى تتبنى نظرية المتعة من خلال التصميم الذى يحقق متعة وتفاعلية من أجل تعديل السلوک الإنسانى هذا ما يساهم فى تعزيز البراند، وخلق قيمة اجتماعية وإنسانية مستدامة.
يهدف البحث: إلى إلقاء الضوء حول فاعلية نظرية المتعة وتأثيرها على السلوک الإنساني، ودعوة لحث الشرکات والمؤسسات وخاصة الحکومية التي تسعى جاهدة فى تغيير السلوکيات المجتمعية فى الاستفادة من هذه النظرية.
منهج البحث: الوصفي مصحوباً بدراسة تحليليه لنماذج استخدمت نظرية المتعة وتأثيرها على سلوکيات المتلقي، وتأثيرها على البراند.
أدوات البحث: الکتب والمراجع العربية والأجنبية، الأبحاث العلمية المنشورة والغير منشورة العربية والأجنبية ، مواقع إلکترونية .