إن الأعمال الفنية مثلها مثل الأحلام هي نتيجة إندماج الخيال برموز لها أبعاد فنية وشخصية فالفنان يستهدف ما هو غير مباشر ذلک لأنه يريد أن يجعل حلمه متعدد الجوانب، إذ يجب عليه أن يعرف دوافعه الخفية، ومع ذلک لا ينبغي له کشفها للعيان وبدلاً من ذلک عليه أن يقتنص الإشعاعات الرمزية ويربط بعضها ببعض في نموذج فني بطريقة تجعل الجمهور مأسوراً بقوة المقدمة الخفية دون تحطيم لوهم الحيوية وإلا أصبح الفن متکلفاً.
لقد إشتغل الفنان المعاصر على العلامات والإشارات والرموز وضمها إلى أعماله بعد أن کشف أسرارها الجمالية المتخيلة والمضمرة معاً، حتى بدت الرموز تشکل فضاء معرفي رحباً وصارت منهلاً ومرجعاً يتزود منه الفنانون وبث أفکارهم والتعبير عن عقائدهم ومواقفهم الإجتماعية، وربما تمثل الرموز عالماً تخيلي لمجابهة الواقع المعاش، إذ أن الأعمال الفنية تعتمد على الرموز المرکبة التي تثري التجربة الجمالية.
تتمحور مشکلة البحث في عدم توفر دراسة حول أهمية إستلهام الرموز البيئية والشعبية في إبداع أعمال جدارية معاصرة وإستلهام الرموز والأشکال الرمزية والمضامين الفکرية في إيجاد صياغة مستحدثة للقيم والعناصر والمفردات التشکيلية في فنون التصوير عموماً وفِي مجال التصوير الجداري علي وجه الخصوص.