يمر العالم العربى فى الوقت الراهن بحالة من الفوضى العارمة الناجمة عن الهوس الدينى المتطرف وهم يحسبون انهم يحسنون صُنعا ، ولم تعد الحرب المذهبيه کالتى تحدث فى العراق وسوريا هى الإشکاليه الوحيدة ، وإنما اتسع المجال للاقتتال وامتدت الحرب لتلتهم أبناء المذهب الواحد ، وکل يتهم الآخر بأنه حامل للعنف ومسکون بالإرهاب.
ونواجه فى عصرنا الحاضر إشکالية کبرى على المستوى العالمى وهى المرتبطة بتنامى ظاهرة التدين السياسى والاجتماعى ، الأمر الذى يفرض علينا التوجه نحو القيم الروحية فى الدين باعتبارها البديل الأمثل للانحطاط والتدنى الأخلاقى، وأصبح العالم فى مرحلته الراهنهة يدور فى فلک إما التحالفات الدينية ، أو المحاور المذهبية ، والنظم الصاعدة المزخومة بالأيدولوجية الدينية ، وقد فرضت مثل هذه التحديات الجسام الضرورة بأن يعاد النظر فى إرساء الأسس الإيجابية لحوار دينى فعال .
والغرض الذى يهدف إليه البحث هو إنتاج حوار دينى عصرى متوازن يحقق أفضل السبل من أجل التفاعل والتعايش بين أفراد الإنسانيه بالحب والتسامح والتفاهم ونبذ کل أنواع الکراهية والعنف والتطرف والإرهاب ، ويحقق الإيجابية المطلوبة فى کل مناحى الحياة سواء کانت اجتماعية ،أو سياسية، أو اقتصادية .