يعد المسکن من أهم الفراغات المعمارية التي يقضى فيها الإنسان معظم حياته ؛ لذا يجب الاهتمام به تصميمياً لتهيئة بيئة مريحة تلائم احتياجات ومتطلبات قاطنيه ، و تساعدهم على ممارسه أنشطتهم المتنوعة في راحة تامة  ، و تؤکد القواعد الإنسانية والأخلاقية و الشرائع السماوية والقوانين الوضعية أن المسکن حق طبيعي وحاجة أساسية ، فينبغي أن لا يقتصر المسکن على إطاره الإنشائي فحسب وإنما يجب أن يحتوي على مضامين تتعلق بالنواحي الإنسانية والاجتماعية، وإن فکرة السکن لا تتحق  إلا بوجود اثنين معاً  " المسکن ، وساکنه"  کوجهين لعملة واحدة ،کما يتأثر المسکن بکافة الأبعاد الإنسانية و السلوکية و الحضارية و الثقافية  المتنوعة و التي  تنعکس عليه بشکل مباشر ، و في ظل ما نراه حالياً من ضيق المساحات السکنية کان لابد من التفکير في الاعتبارات الإنسانية للتصميم الداخلي في الوحدات السکنية صغيرة المساحة التي تتناسب مع متطلبات واحتياجات وسلوکيات مستخدميه . وتکمن إشکاليه هذا البحث في إهمال الاعتبارات الإنسانية  بشقيها ( الوظيفي النفعي ، الحسي التعبيري) ، تجاه ما يکفل استيفائه للجوانب الإدراکية  والحسية للإنسان ، بما يوفر الطمأنينة و الراحة وبحيث يلبى متطلبات الحاجة للمستخدم ، کما يهدف إلى  الوصول لبعض الأسس لصياغة الفراغات الداخلية للمسکن الصغير بشکل يحقق الموائمة بين توفير المتطلبات الأساسية و الوظيفية للفرد ، و کيفية تحقيق البعد الإنساني بجوانبه الثلاثة (الفکري والمادي والنفسي) في التصميم الداخلي للوحدات السکنية صغيره المساحة ، و يفترض أن تطبيق الاعتبارات الإنسانية للتصميم الداخلي للوحدات السکنية صغيرة المساحة يسهم بشکل مباشر في جذب المستخدمين تجاه تلک الوحدات ، وتنتهي الدراسة بجانب تطبيقي لإحدى الوحدات السکنية صغيرة المساحة بصوره تلائم تحقيق مجمل الاعتبارات الإنسانية الواجب توافرها داخل المسکن .