کان للقيم الرمزية التي حملتها عناصر الفن الإسلامي من زخارف ورسوم الدور الأساسي في حمل المعاني المجردة المرتبطة بالعقيدة الإسلامية، فجاءت النجمة الخماسية على سبيل المثال کرمز لأرکان الاسلام الخمس وقيل الصلوات الخمس، أما الضفائر الممتدة على الحواف فقد اعتبرت رمزاً لتضافر المسلمين وتوادهم وتراحمهم کأعضاء الجسد الواحد، وقدمت الأشکال الزخرفية الهندسية دائماً مغلقة في نوع من الکناية عن وحدانية وديمومة الخالق المبدع.
وقد تأثر العديد من رواد الفن الحديث بالفن الإسلامي، ومنهم من سافر بالفعل إلى بلدان المشرق الإسلامي ليعود وينشيء أسلوبه الخاص کهنري ماتيس رائد الوحشية، والتي أثرت بدورها في التکعيبية والتي کان رائدها بيکاسو اسبانياً الذى نشأ وتفتحت موهبته في مجتمع الأندلس ذي الخلفية الحضارية الإسلامية العريقة، وقد تأثرت التجريدية الهندسية هي الأخرى بالتکعيبية والوحشية، ومنها إلى الباوهاوس صاحبة التأثير الأکبر على حرکات التصميم المعاصر وخاصةً تصميم الإعلان وعلى رأسها حرکة الحد الأدنى أو المينيمال، وهکذا يمکن تتبع کيف انعکست أفکار التجريد الهندسي الاسلامي على مجال تصميم الملصق الإعلاني المعاصر.
ويسعى البحث الحالي إلى إلقاء الضوء على ظاهرة الترميز في الزخارف الهندسية الإسلامية وأثرها على تصميم الملصق الاعلاني المعاصر، وکيفية الإفادة من تلک المنظومة لصياغة رسائل إعلانية لديها القدرة على تحقيق أهداف عملية الاتصال الاعلاني.