لقد بذلت الشعوب القديمة ومنها المصرى والنوبى القديم لآخرتهم ما لم يبذلوه لدنياهم، فلم يبالوا بسکنهم، حيث جعلوه من اللبن والطين ولکنهم لم يدخروا جُهداً فى بناء مقابرهم فتخيروا الحجر الجيد، والصخر المتين، وذلک لأنهم کانوا يُشيدون بيت الخلود ومنزل ملايين السنين، ولذلک فلسنا نعرف من مساکنهم وعمائرهم فى الدنيا بقدر ما نعرف عن أخرتهم ومقابرهم التى کانت منازل الآخرة، وذلک من خلال الأثاث الجنائزى الذى ترکوه فى مقابرهم ومنه ما يلى.
 کما انتشرت بعض ودائع القبور فى جبانات حضارة المجموعة الاولى مثل المباخر ، والمطارق الحجرية، والهاون ، وروؤس الصولجانات ، ولوحات الالوان ، والاختام ، والحلى . وبالنسبة لحضارة المجموعة الثالثة انتشر بها الحلى مثل الاساور، والاطواق ، والخواتم، والخرز، بالاضافة الى مساند الرأس والتى لم تظهر خلال حضارة المجموعة الاولى وايضاً تماثيل الاناث ومشابک الشعر، والمرايا، والخناجر، وبعض ادوات الزينة. وخلال حضارة أصحاب المقابر الناقوسية عرفت الاساور، والصدف، والحلقان، والخرز.
 کما أوضح البحث عن وجود بعض الأدوات من الظران وسلسلة من المنتجات المصرية بما فى ذلک الأوانى المصنوعة من الحجر، والأدوات النحاسية، وأدوات تشکيل سطح الفخار، والتمائم وغيرها مما يشير إلى رواج التجارة بين الأطراف الشمالية للسودان القديم ومصر فى عصور ما قبل التاريخ