إن البيئة التى يعيشها الإنسان هى عبارة عن علاقة تبادلية تجانسية بين الإنسان والبيئة الطبيعية وأقصى کفاءة تتحقق بالإندماج الکامل بين الجزيئات وهذا يؤدى إلى النظام والتجانس. فالمجتمع جزء واحد لا يتجزأ وفيه تتفاعل کافة العناصر لتشکل بتواجدها الشکل المناسب للمجتمع والبيئة المحيطة بالإنسان. وإذا نظر الإنسان للطبيعة وتأملها لتعلم منها الکثير مثل (تناسق الالوان، الوحدة والتنوع، التشکيل وتداخل المکونات، التناغم والتناسق، العلاقات المختلفة بين عناصر البيئة والکائنات الحية وکيفية تواؤمها مع المحيط الحيوى) ونظراً لعدم الوعى بهذه العناصر والعلاقات المختلفة بين عناصر والعلاقات المختلفة بينها وبين الإنسان، يتعدى الإنسان على البيئة الطبيعية بالتنمية العمرانية والتصميم الداخلى للفراغات الغير واعى لقوانين البيئة الطبيعية ومحدداتها، فيعيش الإنسان منفصلاً عن الطبيعة وتحدث التعديات عليها التى تؤدى إلى تدهورها وفقدها لمعالمها وجماليتها.ومن الحقائق الثابتة أن العمارة کانت دائمًا على مر العصور هى الصورة الصادقة والتعبير الدقيق لحضارة الإنسان وسارت کلا من العمارة والعمران مرآة صادقة للثقافة المحلية بأبعادها المادية والمعنوية وهو الأمر الذى يبرز ويؤکد أهمية الطابع المعماري والعمراني لنتاج المعماريين والعمرانيين، الطابع الذى يعکس ملامح الجماعة والمکان ويضم فى داخله التجربة التاريخية وأصولها ذات القيمة إذا ما تم ذلک کانت النتيجة عمارة وعمرانًا يلهم المجتمع ويدعم شخصيته وخصوصيته وتفرده ويمتد فى نفس الوقت ليلبي احتياجاته المادية والإنسانية فى إطار استغلال أمثل للموارد المتاحة.