يُعد التَّصميم أحد أهم الوسائل التي تسهم في إنجاح المجمَّعات التّجاريَّة، إذ عادةً ما يحرص المصمِّم الدَّاخلي في أعماله هنا على الاستجابة للاشتراطات المفترضة للمشروع، و مراعاة جملة من الاعتبارات التصميميَّة و الأبعاد الإنسانية والاجتماعيّة التي من شأنها أن تسهم في المزيد من إنجاح هذه المجمَّعات و تفعيل مردوديتها، کما يسعى المصمِّم في هذا السياق إلى تمييز المبنى بفکرة أو بجانب جذاب من شأنه أن يحدث إضافةً أو فرقًا مع بقية مباني المجمَّعات التجارية المنافسة له؛ هادفًا بذلک إلى تحقيق خصوصية متميِّزة و قويَّة تؤسِّس لشهرة المشروع و قدرته على المنافسة، وفي هذا الإطار يحاول الباحثون التَّعرُّف على مدى إسهام عنصر التميّز في تحقيق شهرة المجمَّع التجاري؛ وذلک من خلال دراسة و تحليل سبب نجاح هذه المجمَّعات و قياس مدى فاعلية أن يکون مردّ هذا النجاح راجع لعنصر التّصميم الفريد وحده أو لاستيفاء الاعتبارات التصميميَّة والأبعاد الإنسانية والاجتماعيّة أو لکليهما معًا، وقد کانت الدراسة على مجمَّعي "البحر الأحمر" و"السَّلام" في مدينة جدّة في المملکة العربيَّة السُّعوديَّة، وقد اعتمدت فرضية البحث على أنَّ للتّصميم دوراً في إنجاح المجمَّعات التجارية إذا تمّ تدعيمه بعنصر فريد يميِّزه. وقد انقسمت الدراسة إلى جزءين: الجزء الأوَّل: يخص ملاحظة الباحثين بهدف تجميع المعطيات الموضوعية لدراسة المجمَّعَين مع المحافظة على خصوصيَّات کلٍّ منهما ،الجزء الثاني: يخص معرفة وجهة نظر الزوَّار بهدف تجميع المعطيات الخاصَّة برؤيتهم، وتبعًا لذلک کانت عينة الدراسة (232) من زوَّار المجمَّعَين، تنقسم إلى (126) مشارکاً بالنسبة لمجمَّع "البحر الأحمر"، و( 106) مشارکاً لمجمَّع "السَّلام". وقد توصَّلت الدِّراسة إلى نفي الفرضية وطرح جملة من الاستنتاجات والتوصيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار من قِبل المستثمر و المصمِّم على حدٍّ السَّواء؛ لإنجاح المجمَّع التّجاري في ظل القدرة التنافسيَّة العالية.