لقد تميزت الحضارات الإنسانية علي مر العصور بسمات مميزة لکل منها ، و ظهر هذا التميز في مجال العمارة و الفنون ،التي تأثرت بعوامل عدة منها ما هو مرتبط بالبيئة التي نشأت فيها هذه الحضارة و منها ما هو مرتبط بالمعتقدات الدينية ، ومع اختلاف اشکال و انواع هذا الميراث الکبير ظل هناک دائما احتياج لوجود اماکن عامة . هذه الأماکن التي تجمع ما بين افراد المجتمع ، فکلما انغلق المجتمع و قلت مساحات التلاقي و التفاعل ما بين افراده کلما ظهرت المشکلات الإجتماعية .

ومع التطور التکنولوجي الهائل و الامکانات اللانهائية التي يوفرها استخدام التقنيات الرقمية في التصميم ،اصبح المجال مفتوحاُ لإستحداث علاقات تشکيلية جديدة في تصميم المشهد الخارجي للأماکن المفتوحه  واستحداث انماط مختلفة لتعاطي الإنسان مع هذه الحيزات .

ويتناول البحث

المحورالأول: فلسفة تصميم الأماکن العامة في الحضارة الإسلامية ومدي ارتباطه بالعقيدة الإسلامية.

المحور الثاني: التطور الکبير الذي طرأ علي تصميم الأماکن العامة المفتوحة و الإتجاهات الحديثة التي تشجع عملية التفاعل مع التصميم ، لإنتاج اماکن عامة تجمع مابين الحفاظ علي الهوية الإسلامية بثرائها الفني الکبير و تصميم أماکن عامة مواکبة  للتطور التکنولوجي و ما يتبعه من تطور في احتياجات الفرد و المجتمع .