تحتل اللغة الفارسية المرتبة الثانية بعد اللغة العربية في العالم الإسلامي، نظرا لما أسدت من خدمات جليلة للمعرفة البشرية عموما، والإسلامية منها على وجه الخصوص، ولما دون فيها من تراث إسـلامي عريق، ولا سيما في مجال الأدب والعلوم الصوفية والعلوم الإسلامية.
وقد بدأ تدوين قواعد اللغة الفارسية فى القرنين السابع والثامن الهجريين على يد نحاة عرب وأتراک وهنود ومستشرقين ترکوا أثرا عميقا فى بنية اللغة وأساليب تدوينها من هنا تعد دراسة التأثيرات الأجنبية فى تدوين قواعد اللغة الفارسية ذات أهمية بالغة فى الوقوف على أثر التلاقح والتبادل اللغوى فى الحضارات الإنسانية.
ويرجع تدوين قواعد اللغة الفارسية على يد أنحاء أجنبية إلى أسباب عدة منها: أسباب تعليمية تهدف إلى تعليم اللغة الفارسية لغير الناطقين بها، أسباب وصفية تعليمية تهدف إلى وصف اللغة بغرض تعلمها، و أسباب وصفية فقط بغية وصف اللغة من أجل الحفاظ علي هويتها.
وتهدف الدراسة الحالية إلى:
- الکشف عن أنحاء تدوين قواعد اللغة الفارسية.
- الوقوف على أسباب تدوين قواعد اللغة على أيدى النحويين من غير الإيرانيين فى المراحل الأولى.
- التعرف على أهم مؤلفات القواعد التى ألفها النحويون من غير الإيرانيين ما بين عرب وأتراک وهنود ومستشرقين.
-رصد ملامح التأثير فى مؤلفات القواعد قديما وحديثا.
- إبراز النتائج المترتبة على تدوين أنحاء أجنبية لقواعد اللغة الفارسية.
ويعتمد البحث فى تحقيق أهدافه على منهجين علميين رأت الباحثة مناسبتهما لطبيعة الموضوع ألا وهما المنهج التاريخى والمنهج الوصفى فى دراسة فيلولوجية لمصادر التدوين ووصف مراحله وملامحه ونتائجه. مما يسهم فى إثبات قيمة التبادل اللغوى فى الفکر الإنسانى.
ويقوم البحث على فحص ودراسة العديد من الکتب والمؤلفات التى تأتى تحت عنوان"دستور زبان فارسى" أو تأتى فى إطار تدوين القواعد، مع الوضع فى الاعتبار التدرج الزمنى للنشر.
وأرجو أن تکون هذه الدراسة خطوة على طريق دراسة الـاثيرات المتبادلة بين الحضارات الإنسانية