من التحديات الجادة لهذا العصر هو کيفية الاستفادة من تأثير النظم الإيکولوجيه علي عمليات تصميم وتنفيذ المباني الحديثه داخليا وخارجيا بأسلوب يحترم البيئة المحيطة وخصائصها ويتکيف مع الظروف الطبيعية وظيفياً وجمالياً". وعلي الرغم من النماذج الکثيرة للمباني الحديثة التي تحاول أن تحاکي الطبيعة وتعتمد على مصادر تشکيلية منبثقة من الأنماط العضوية ومستلهمة من الخامات الطبيعية وعلم البيولوجي بغرض  المساعدة في ترشيد استهلاک الطاقة والاعتماد علي الإضاءه الطبيعية  وتوفير الراحة الحرارية داخل المباني، إلا أنها لم تقدم منهجاً أو أساساً واضحاً لکيفية التفاعل مع عناصر التصميم الداخلي المتعددة الأوجه بشمولية، أو توضح کيفية الترابط بين محددات وأنشطه الفراغ الداخلي بالبيئة الخارجية بغرض توفير الاحتياجات الماديه لمستخدميها واشباع احتياجاتهم الروحية.
وبالنظر للعلاقة الوثيقة والناجحة بين التشکيل والتوظيف الخارجي والداخلي والممنهج للعمارة الإسلاميه وتطبيقاتها لبعض المفاهيم الأساسيه في علم الأيکولوجي، وتوفير الأرضيه المناسبة لفهم وتحليل نماذج من العمارة الإسلاميه القديمة والحديثه، فقد رکز هذا البحث علي إعطاء الإطار العام والجوانب الأساسية لمحاکاة شمولية الشکل والمضمون  للنظم الايکولوجية في عمليات تشکيل الفراغ الداخلي وتوظيف عناصره. وتم التوصل الي النتائج والاستنتاجات التي يمکن تُسهم في تحديد الأساس العلمي الذي يمکن أن يستند إليه المصمم الداخلي في صياغة مفهوم معاصر للفراغ الداخلي وعناصره، بحيث أن تکون ذو مغزي ومعني مرتبط بالنظم الإيکولوجية، والتي يمکن أن تکون بشکل کبير منبثقة من مفاهيم ومبادئ العمارة الاسلامية.