بخروج الحملة الفرنسية من مصر سنة 1218 هـ / 1803م بعد ان استمرت ثلاث سنوات بدأ عهد جديد من الانفتاح على الثقافة الأوربية والغربية فى مصر فعلي الرغم من أن مصر کانت لا تزال متأثرة بالطراز المعماري والفني الذي ساد فى العصر العثماني وتأثر الطرز المعمارية والفنية بما يعرف باسم الطراز الوافد الذي وفد من ترکيا والطراز المحلي الذي کان موجودا فى مصر منذ العصور الإسلامية السابقة وخاصة العصر المملوکي ، إلا أنه بتولي محمد علي باشا حکم مصر سنة 1220هـ / 1805م بدأ ظهور أنماط معمارية جديدة وافدة متأثرة بالعمارة والفنون الوافدة سواء أکانت الترکية أو الأوربية نظرا لاستخدامه العديد من الفنانين والمعماريين الذين وفدوا إلى مصر فى تلک الفترة فظهر ما يعرف باسم " الطراز الرومي " الذي تأثرت به العمارة فى مصر سواء فى التصميم الخارجي للعمائر أو فى التصميم الداخلي أو فى التصاميم الفنية ، وقد أطلق مصطلح " رومي " علي نوع الزخرفة التي شاعت فى الدولة العثمانية ومنها انتقلت إلى الولايات التابعة لها ( 1 ) وکان هذا النوع من الزخرفة يقوم على الفروع النباتية المرسومة بطريقة خاصة لا تخضع فى شکلها واتجاهها لنظام الطبيعة مما جعل لها طابعا خاصا بها يمکن معه أن نطلق عليه اسم زخرفة التوريق العثماني أو ما يعرف فى کتب المستشرقين باسم الأرابيسک العثماني ( 2 ) ، وهذا النوع من الزخرفة ظهر أولا على أيدي المسلمين فى سامراء بالعراق ثم تطور على أيدي السلاجقة فى کل من إيران والعراق وانتقلت معهم إلى آسيا الصغري حيث طورها العثمانيون نظرا لکراهية المسلمون للتصوير الآدمي وکل ما فيه روح وتحريمه فلجأ المسلمون إلي الزخارف النباتية المتنوعة أو ما يعرف باسم التوريق أو الأرابيسک إلي جانب استخدام الزخارف الهندسية المتنوعة فى الزخرفة .