يتناول البحث تأثيرات الفنون الاسلامية على ما أبدعه الفنانون العرب والغربيون من أعمال تشکيلية استوحت روح الفن الذي جاء به الفنان المسلم عبر عصور الحضارة الاسلامية وما خلفوه من آثار باقية في العمارة الاسلامية والزخارف المستمدة من الأشکال المجردة تأسست . ومن هنا جاءت فرضية البحث حيث أن الاعمال الفنيه الحديثه من حيث المفهوم والفلسفه هي اقرب ما تکون لروح الفن الاسلامي . فالفنان المسلم بنى ابداعاته على عدم محاکاة الطبيعة فجرد عناصرها وفککها الى عناصر أولية اکثر تبسيطا وتجريدا واعاد ترتيبها من جديد في صياغة عبرت عن روحه وموقفه منها .
وتکمن اهمية البحث: في القاءالضوءعلى الحضاره الاسلاميه وقيمهاالجماليه وارتباطها بالفنون الحديثه.
وهناک بعض التساؤلات التي يتعرض لها البحث: هل تقع فکرة احياء التراث على عاتق الفنان الذي ينتمي اجداده لهذا التراث أم أن الحضارات الانسانيه ملک للجميع.؟وهل الحضاره الانسانيه الحديثه قد نشات على خلفية الحضارات القديمه ؟.
فالحضاره الاسلاميه کانت وما زالت منبع خصب لاستلهام الفنان في کل عصر وفي کل مکان. وظاهرة الاستشراق الفني (Orientalism) عباره عن إستلهام من حضارات الشرق ومن بينها الحضاره الاسلاميه ,وقد کان هذا مواکبا لتاريخ الفن الغربي .، فنجد الفنان الغربي قد اهتم بدراسة الزخارف الاسلاميه منذ القرن السادس عشرالميلادي کما فعل الفنان "ليوناردو دافنشي "وفرانسيس بيکون"على سبيل المثال ,هذا التأثير من جهة الفنون الاسلامية على فناني عصر النهضة امتد الى التأثير في المدارس الفنية الحديثة وفناني مصر والعالم، " فهناک تشابه بين الوحشية والالوان الشرقية وفي التجارب الهندسية لمدرسة (الباوهاوس ) وخاصة عند فازاريللي کواحد من أبرز تلاميذها.
.وقد تلون الاستشراق الفني بألوان المدارس التشکيليه الغربيه فاختلفت المعالجات الفنيه بتتابع تلک المدارس (کلاسيکي ثم رومانسي ،ثم واقعي ثم تأثيري وبعد الوحشية جاءت التکعيبية ، وبعض المذاهب التي تلتها کالمستقبلية والتجريديه ،اما “جماعة الأنبياء" فيعد المعرض الذي نظم في باريس عام 1903م للفن الإسلامي بداية للتأثير الإسلامي الواضح في فن الوحشيين.
والفنان الحديث قد اقترب من روح الفن الإسلامي ومفهومه وفلسفته و يتمثل ذلک في النزوع التجريدي، والخط کعنصر أساسي في التصميم، والتسطيح ذو البعدين، وجمالية اللون الأولية ، کاشفا عن جوهرالاشياء وصولا إلى الحقيقة المطلقة وهذا نفس هدف الفنان المسلم وغايته .....ومن اکثر الفنانين تأثرابالفن الإسلامي: اوجين ديلاکروا هنري ماتيس بابلو بيکاسو فاسيلي کاندنيسکي، وبول کلي، وموندريان، وفيکتور فازاريللي، وخوان ميرو، وجوستاف کليمت،وغيرهم ويقول الفنان بابلو بيکاسو إنأقصى نقطة أردت الوصول إليها في فن التصوير وجدت الخط الإسلامي قد سبقني إليها .....ومع مطلع العصر الحديث کانت التأثيرات التي أحدثها المفهوم الإسلامي للفن قد نضجت في العقل الغربي، وبظهور فلاسفة مثل هنري بيرجسون وبندتو کروتشة تغيرت النظرة الغربية للفن ليصبح نوعا من المعرفة الحدسية, فانطلق الفنان الغربي ليتخلص من الحدود المادية الضيقة الى عالم ارحب.
فروض البحث :
أن المذاهب الفنيه الحديثه من حيث المضمون والفلسفه هي اقرب ما تکون لروح الفن الاسلامي يحمل الفن الاسلامي بين طياته هويه فنيه معاصرهوبذلک فهو منهل خصب للفنون الحديثة والمعاصرة.
حدود البحث :
تمتد حدود البحث الزمنيه لتشمل بداية الحضاره الاسلاميه وحتى الان .
حدود مکانيه نمازج لفنانين من مصر وبعض دول العالم .
منهج البحث :
يتبع البحث المنهج التاريخي التحليلي المقارن .
تساؤلاتالبحث:
هل تقع فکرة احياء التراث على عاتق الفنان الذي ينتمي اجداده لهذا التراث أم أن الحضارات الانسانيه ملک للجميع.؟
وهل الحضاره الانسانيه الحديثه قد نشات على خلفية الحضارات القديمه .
هل تنطبق القيم الجماليه للفن الاسلامي على الفن الحديث والمعاصر .
محتويات البحث :
- المقدمه
- نشاة الحضاره الاسلاميه
- اثر الفنون الاسلاميه على فنون عصر النهضه
- الحروفية کاتجاه فنى قائم بذاته مستمد من الحضارة الإسلامية
- فلسفة التجريد فى الفن الإسلامى
- علاقة بعض المذاهب الفنيه الحديثه بالحضاره الاسلاميه من خلال أهم روادها.
- اثر القيم الجماليه والتشکيليه في الفن الاسلامي على بعض الفنانين العرب