التصميم الداخلى هو حالة من الإبداع الفکرى لخلق بيئة تصميمية من أهدافها تحقيق الإحتياجات والمتطلبات الإنسانية للفرد المتعايش معها والبيئية المحيطة به .
يظهر الترابط الوثيق بين التصميم الداخلى والعمارة من خلال العمارة الإسلامية والتى کان للعقيدة أثر کبير عليها لتحديد ملامحها الأساسية. فقد لعبت العمارة الإسلامية دوراً هاماً فى تاريخ العمارة بما حافظت عليه من معالم وعناصر معمارية ظهرت خلال حضارات وطرز سابقة لها وکذلک بما أضافته من فکر والذى کان له أثر کبير على ما تلاها . وفى مصر تجسد المبدأ المعمارى الإسلامى والمتمثل فى شبه الإنعزال عن الخارج والانفتاح من الداخل تلازماً مع التصميم الداخلى لخصوصية بعض الأماکن الداخلية .ونجد فى مصر بعض العوامل التى أثرت أيضا فى التصميم الداخلى والمعمارى منها المناخ شديد الحرارة والإضاءة الطبيعية صيفا والمعتدل قليل المطر شتاءً. بتلازم العقيدة مع البيئة المصرية بأبعادها المناخية وموروثها الحضارى ظهر فکر التصميم الداخلى لمعالجة الفراغات المعمارية ليحقق المفهوم الناجح لتلبية المتطلبات والإحتياجات الانسانية فعلى سبيل المثال نجد معالجات النوافذ والفتحات بحيث تحقق الخصوصية والتحکم فى درجة الحرارة والإضاءة الطبيعيتين مع اختيار نافورة الماء بالفناء المکشوف بالمسکن , وکيفية إستخدام الخامات تماشيا مع معطيات ومتطلبات البيئية , وعلى هذه الأسس ظهرت العمارة الإسلامية فى البلدان المختلفة .
ويهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على الموروث الحضارى الإسلامى کأحد مصادر الفکر التصميمى والذى يساعدنا للوصول إلى حالة إبداعية للتصميم الداخلى تمکننا من إيجاد حلولاً معاصرة مبتکرة بارتباطها مع معطيات علوم التصميم عن طريق المنهج الوصفى التحليلى . وتصل الدراسة إلى استخلاص بعض النتائج والتوصيات التى تؤکد على أهمية البعد المرتبط بالثقافة والبيئة فى صياغة حلول التصميم الداخلى للمسکن فى العمارة الإسلامية .