يتناول هذه البحث طائفة مهمة عاشت في القدس طوال قرون عديدة ،وترک وجودها بصمة مثلها مثل الطوائف المسيحية الأخرى التي عاشت في کنف بيت المقدس ودلت على التعايش الإسلامي المسيحي ،حيث حرص الأقباط على التقرب من هذا المکان المقدس ومناصرة القدس واهلها وإبقاء الوجود القبطي قريبا منها وقد کتب عدد ليس بقليل عن الأقباط ولکن الکتابات التي تتحدث عن الوجود القبطي في فلسطين وبيت المقدس قليلة فآثرت أن أبادر بالبحث ووضع رؤية مبسطة حول هذا الوجود إضافة الى بيان حالة العلاقة الموجودة منذ الأزل بين مصر الکنانة وفلسطين الکنعانية .وبيان مدى وحدة الشعبين وأنهما أمة واحدة لاتفرقها المؤامرات الخارجية والإرهاصات الداخلية رغم تعدد بعض الخلافات القبطية الإسلامية على مدى سنوات قديمة الا أن الأکيد اللحمة تغلب على الشعبين..وسيشمل هذا البحث التعريف بعادات وتقاليد الشعب الواحد وعلاقته بفلسطين واستقرار بعضهم في بيت المقدس ثم مختلف جوانب الحياة الثقافية والعمرانية لاقباط بيت المقدس وأهم معالمها والعدد التقريبي للاقباط في فلسطين طبقا لاحصائيات بعض الرحالة والباحثين. وسأتکلم عن التحام الألم القبطي الفلسطيني والمعاناة المشترکة من بطش الاحتلال وتقاسم نفس المصير في القدس ولن انسى أن اتکلم عن دير السلطان والذي شکل نقطة تحول في العلاقات القبطية مع طوائف أخرى في القدس وقد ذکر هذا الموضوع کثيرا في الوثائق العثمانية والمراسلات المهمة في القدس .ولاشک أن للاقباط في بيت المقدس تأثير في الحياة الثقافية والعمرانية مهمة ولها بصمات واضحة..وستکون خطة البحث کالتالي:
المبحث الأول: نظرة عامة على العلاقات القبطية الفلسطينية
المطلب الأول: استقرار الأقباط في فلسطين
المطلب الثاني: العلاقات القبطية الفلسطينية
المبحث الثاني: العمارة القبطية في القدس الشريف
المطلب الاول: العمارة القبطية ومعالمها في القدس الشريف
المطلب الثاني : الفن القبطي وتأثيره علي الحياة الثقافية في القدس الشريف