تعتبر المخطوطات الاسبانية من أهم ما أنتجته اسبانيا فى العصور الوسطى وبالأخص في القرن الثالث عشر الميلادي اي في عهد الملک الفونسو العاشر ((Alfonso X الملقب بالعالم والحکيم (El Sabio) ([1]) ، لما تحمله تلک المخطوطات من ثقافة وفنون وتراث اثرت بها على اوروبا في تلک الفترة ، وکانت بمثابة الجسر الذى يربط اوروبا فى العصور الوسطى بالثقافة والفنون الإسلامية بشکل عام والمنتشرة في اسبانيا في تلک الفترة بشکل خاص ، ويرجع الفضل في ذلک الى حرکة الترجمة التى أهتم بها الأسبان بعدما أسس الملک ألفونسو السادس (Alfonso VI) ([2]) في مدينة طليطلة (Toledo) في القرن الثاني عشر الميلادي ما يعرف بأسم مدرسة المترجمين الطليطليين (Escuela de Traductores de Toledo) ، والتي عهد إليها بنقل أمهات الکتب العربية في مختلف العلوم إلى اللغة اللاتينية والتي کانت لغة الدين والدولة والعلم في الممالک الاسبانية ، وبذلک استمرت مدينة طليطلة (Toledo) في دورها الثقافي ، فأصبحت وسيطاً من أهم وسائط الثقافية العربية الإسلامية إلى جميع أرجاء القارة الأوروبية ، وسرعان ما تحولت هذه المدينة العريقة إلى دار ترجمة کبيرة من الثقافة العربية الإسلامية إلى اللغة اللاتينية ، وتوافد عليها الباحثون والمتعطشون للمعرفة من مختلف أنحاء أوروبا .
(1) ألفونسو العاشر (بالإسبانية y León Alfonso X de Castilla) المشهور بلقب الحکيم (بالإسبانية:el Sabio) (طليطلة, 23 نوفمبر 1221م إشبيلية, 4 أبريل 683هـ/1284م) ملک قشتالة وليون (650-683هـ/1252-1284م)، أصغر أبناء فرديناند الثالث وحفيد الامبراطور فيليب السوابي، وعرف في المدونات العربية بالأذفونش. مارس سياسة انفتاح على الأدب والفکر الشرقيين. ورغم مخاصمته العرب سياسياً، فقد بلغ الاهتمام بالثقافة العربية في عهده ذروته .
(2) ألفونسو السادس)بالإسبانية (Alfonso VI :يونيو 1040م - 1 يوليو 1109م) ملک ليون من سنة 1065 م إلى 1109 م وملک قشتالة منذ سنة 1072م) .