تتم صناعة الأفلام الروائية بفضل المواهب المشترکة لعدد من الأفراد الذين کرسوا جهودهم من أجل ازدهار هذه الصناعة، ومن ضمن هؤلاء المبدعين هو مصمم المناظر، الذي يصنف واحدا من  المبدعيين الأساسيين في أي فيلم روائي سواء تم تصوير الفيلم داخل الأستوديو أو خارجه.
ويسهم  مصمم المناظر بتقديم الخلفية المرئية ذات الأهمية الحيويه للفيلم الروائي، ولا يوجد حدود لمجال تصميم المناظر السينمائية، مابين تصميم مرکب وبسيط، ولقد تطورت المناظر بسرعة فائقة في مجال السينما من مجرد أقمشة خلفيات المسرح إلي خلفيات مبنيه بشکل بالغ التعقيد، وهو ما سيتم إلقاء الضوء عليه في هذا البحث.
قبل ظهور التکنولوجيا الرقمية، کان استخدام الخدع والمؤثرات التقليدية في التصوير هو السبيل الوحيد والأمثل لبناء واستکمال المناظر والديکورات الخارجية في المنظر السينمائي
وعند ظهور الثورة الرقمية حققت ﻟﻸﻓﻼم اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﯿﺔ ثورة ﻛﺒﯿﺮة حطمت کل الحدود والحواجز، وﻏﯿﺮت ﻣﻦ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻔﯿﻠﻢ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﻲ وأﺳﻠﻮب ﺻﻨﺎﻋﺘﮫ، فبعد اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﺷﺮاﺋﻂ اﻟﺴﯿﻠﯿﻠﻮﯾﺪ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻷﻓﻼم اﻟﺴﯿﻨﻤﺎﺋﯿﺔ  ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ اﻟﺘﺴﻌﯿﻨﺎت ﺗﻈﮭﺮ آﺛﺎر ﺗﺤﻮل ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻊ دﺧﻮل ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ اﻟﺮﻗﻤﯿﺔ
وفي الفترة الأخيرة، فرضت التکنولوجيا الرقمية Digital Technology نفسها بشدة على صناعة السينما ، فالسهولة الکبيرة والمرونة التي أتاحتها التکنولوجيا الرقمية وتحققت في مجال الصورة السينمائية مثلت في حد ذاتها أساساً إبداعياً فقد ساعد استخدام المناظر المبنية بواسطة (الکمبيوتر جرافيک) على الاستغناء عن مواقع التصوير الحقيقية مما أفسح المجال للإنتاج السينمائي للوصول إلى أفاق جديدة ورحبة، وأصبح اليوم بمقدرة مصممي المناظر أن يقوموا بتصميم وتنفيذ أي منظر سينمائي داخلي أو خارجي بمنتهى السهولة في ظل التقنيات الرقمية الحديثة. وبذلک لا يشکل أي عائق لدى الجهات الإنتاجية.
ولقد تناول هذ البحث نماذج لبعض الأفلام  منها: ,The Jungle Book   300باعتبارها مادة خصبة للمناظر السينمائية المرکبة والمعقدة، لإثبات أهمية استخدام التکنولوجيا الرقمية الحديثة المتمثلة في تنفيذ مناظر سينمائية يعتبر تطوراً حقيقياً لتقنيات التقليدية التي کانت تستخدم، کبديل لبناء المناظر الخارجية الضخمة يعمل على رفع المستوى الفني أيضا.