تلعب الرسوم المتحرکة دورا هاما ومؤثرا في توجهات الرأي العام واتجاهاته وصياغة مواقفه وسلوکياته من خلال الأفلام والأعمال التي تعرض علي الشاشات والمنصات المختلفة والتي توفر للمشاهد معلومات ومواقف مباشرة وغير مباشرة تدفعه الي تکوين موقف معين او تبني فکرة معينة ما يؤکد قدرة الرسوم المتحرکة بکافة صورها واشکالها على احداث تغييرات في المفاهيم والممارسات الفردية والمجتمعية عن طريق أحداث ورمزية الصورة التي تعرض وتکوين الرأي ونشر المعلومات والقضايا والتوجهات المختلفة وهذا يتطلب ضرورة مراعاة ظروف کل مجتمع وبيئته الثقافية والقيمية والفکرية بشکل يضمن احترام هوية هذا المجتمع وخصوصيته دون ان يعني ذلک تجاهل الاخر وعدم جواز التعرف على ثقافته وحضارته اذ لا بد من التواصل والتفاعل معه والاستفادة مما لديه من علوم ومعارف وللرسوم المتحرکة دور کبير في جذب ، وشد الانتباه والقدرة على الإمتاع حتى أصحبت الرسوم المتحرکة تحتل مرکزا متقدما في الأساليب الفکرية المؤثرة على العقل، کما أن اهمية الرسوم المتحرکة تکمن في کونها فن ثقافي واعتبارها لغة ثقافية بين الشعوب تعتمد علي کل المفردات من حيث الصورة والصوت والکلمات فهي لغة جامعة تخاطب العقل والقلب والثقافة وتؤثر فيهم ولذلک تناول البحث عددا من أفلام الرسوم المتحرکة التي أثرت في توجيه المشاهد وبناء رأي مجتمعي تجاه قضايا مختلفة وأثرت علي نظرته من خلال هذا الفن البديع ورکز البحث علي ضرورة الرسوم المتحرکة کلغة تعبيرية مؤثرة في سلوک الاّخر مما يتطلب ضرورة التوعية وحماية النشئ والمجتمع من ثقافة الاّخر المشوهة التي تصدر لنا ولغيرنا عن طريق الافلام المستوردة والمدبلجة من الاّخر.