بعد أن نجح الإنسان في صنع آلته البخارية والميکانيکية والکهربائية لتنوب عنه جسدياً، سعى إلى آلة تنوب عنه عقلياً، حتى تحقق الحلم المنتظر في نهاية اربعينيات القرن العشرين، حيث خرج إلى الوجود الکمبيوتر الرقمي، ثمرة لإلتقاء علوم الفيزياء والرياضيات المنطقية والهندسة الإلکترونية، وقد أدى بدوره إلى ثورة تکنولوجيا المعلومات والاتصالات، صنيعة الامتزاج الخصب لثلاثية: عتاد الکمبيوتر Hardwear، والبرمجيات Softwear، وشبکات الاتصال Communication Networks.
أدى التطور الهائل في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يشهده العالم اليوم إلى ظهور الإنترنت کوسيلة من أکثر الوسائل تطور وتقدم في الحياة البشرية. وقد ساعد هذا المزيج الخصب على فتح نافذة واسعة للإنسان على عالمه الصاخب المضطرب، ووسيطه الجديد الذي يرى من خلاله واقعه، ويتعامل معه ويمارس فيه عن بعد معظم أنشطته العملية والذهنية، فعن بعد يسترجع المعلومات وينشرها، يعلم ويتعلم، ويشتري ويبيع، وکل ذلک من خلال نافذة المواقع الإلکترونية٬ وقد نما نمواً هائلاً خلال العقد الأخير عدد المستخدمين للمواقع الإلکترونية في جميع مجالات الحياة، کمصدر أساسي للمعلومات على المستوى العالمي.
ولکي يرقى الموقع الإلکتروني إلى الحاجة أو الغاية من تصميمه٬ يجب أن يجذب المستخدمين المستهدفين٬ بحيث يوفر ويعرض المعلومات والخدمات للمستخدمين بأفضل وأسهل الطرق وأکثرها جاذبية٬ وتوظيف المعالجات التصميمية في الموقع بشکل يحقق قابلية الاستخدام Usability ٬ ويوفر تجربة المستخدم User experience بکفاءة عالية، لتنال رضا المستخدم.
وکان لهذا الزخم والتضخم المعلوماتي والتصميمي في مجال تصميم المواقع الإلکترونية٬ دور کبير في وضع أسس وقواعد جديدة لتصميم واجهة المستخدم  User Interfaceللمواقع الإلکترونية والتطبيقات التي تظهر من خلال الشاشة الرقمية ٬ ولا تزال تلک الاتجاهات تسير نحو التطوير والنمو٬ ونتعرض من خلال هذه الدراسة إلى بعض الاتجاهات الحديثة التي ظهرت في ميادين التصميم٬ وأخذت عالم التصميم الخاص بالمواقع الالکترونية الى التطوير.