يشهد الواقع المعماري المعاصر استعانة عشوائية واختيار غير منتظم للتراث أو العناصر التراثية المستخدمة لاستيفاء الجوانب المعمارية من العمل المعماري والتصميم الداخلي.. ورغم عودة الفن للعمارة في الوقت الحالي إلا انه لا يمکن اعتبارها عودة حقيقية تحقق الاستغلال الأمثل لإمکانيات التراث والهوية .إذ لا تتعدى في جوانب کثيرة کونها تجارب غير منظمة تخضع للاتجاهات والآراء الفردية لمبدعيها وتمثل ثقافتهم وفکرهم الخاص...
ومن ثم فقد انفرد کل منهم بتقديم ما يراه "جميل" دون التقييد بمعايير معينة أو أسس ملزمة لصياغة ذلک الفکر، مما أحال مفردات الأشکال التراثية فى أحيان کثيرة إلى مجرد قشرة لتزيين المبنى من الخارج بل أحالة برمته في أحيان أخرى لکيان غريب عن السياق الذي يتواجد فيه.. ومن ثم کانت المحصلة النهائية فوضى معمارية وعمارة مصرية بلا هوية أو شخصية وأصبح التغريب المعماري جزء لا يتجزأ من التغريب الحضاري ..
وعليه تسعى الدراسة البحثية لتوضيح مظاهر التدهور والتراجع الواضح لدور المبدع المعماري والمصمم الداخلي في صياغة تصميمات ذات ملامح مصرية مما أدى لانتشار التفکير العشوائي من خلال التقليد والاقتباس الصريح دون أي إضافة أو حذف من الأرصدة المعمارية السابقة ,ولم تعد هناک القيمة الضمنيه المطلوبة أو المتوقعة وراء أسباب استخدام هذه اللغة المعمارية" الفرعونية أو الإسلامية على سبيل المثال" وساد نوع من الفوضى العمرانية وتشتت الأفکار التصميمية في خلق بيئة متميزة تستطيع تلبية الاحتياجات والفراغات لممارسة الأنشطة المختلفة.
ومن خلال ذلک سيتم التوصل لمدى تأثير التفکير العشوائي على العمل المعماري والتصميم الداخلي.. ومعرفة العلاقة التصادمية بين الهوية والمعاصرة. ومحاولة استنباط أهم أدوات التوصل لتصميم داخلي معاصر ذو هوية مصرية من خلال استغلال مفردات الأشکال التراثية وتجريدها.. ومن ثم الخروج بتصميم داخلي في صورته النهائية المتکاملة المحققة للإتزان بين المعاصرة والهوية ..