المضمون هو مدخل الفکرة التصميمية التى تُخاطب عقل ووجدان المُتلقى عَبر التشکيل العام، وهو يحوى داخله جانب تشکيلى وجانب اخر وظيفى هما قوام اى فکرة تصميمية، وهو محاولة الوصول الى وصف سببى للتعرف على طبيعة الشيء وفلسفته وعمقه النسبى، ان المضمون في العمل التصميمى يحدد ماهية الشکل الذي يخدم الافکار الکامنة فيه. وکان لتفهّم المصمم المسلم وتعمّقه فى دينه الاثر الاکبر فى التحوّل من مجرّد النظرة السطحية الى الاهتمام بالجوهر والاندفاع نحو المطلق والارتقاء بالجوانب الحسية الى اصولها المعنوية، ومن الحدود الضيقة الى الافاق الرحبة، وعبّر عن ذلک کله من خلال تشکيلات فراغية واخرى زخرفية تخدم هدف وظيفى، لذلک يُرکز هذا البحث على (المضمون الوظيفى) للتصميم المعمارى الذى صاغه المصمم المسلم باسلوب تجريدى نابع عن مفهوم عقلانى عقائدى حاکم ذلک المفهوم صبغ العمارة والتصميم الداخلى بفلسفته الخاصة الاصيلة، التى وُلِدَت واستمرت عبر الزمان والمکان، حيث توصل المعمارى المسلم الى منظومة بيئية وظيفية حققت درجة عالية من الراحة المکانية نتجت عن فهم دقيق للمنظومة البيئية المحيطة به وکيفية التکيّف معها، من خلال الاعتماد على عناصر معمارية تم توظيفها بشکل مُتقن، استخدم تلک العناصر کمُنظّم للعلاقة بين الداخل والخارج فتوصل قبل غيره الى مفهوم (الاستدامة) ذلک المفهوم الذى سيطر على الفکر التصميمى الان، فى عصر سيطرة التکنولوجيا والانظمة الذکية ومردودات الثورة الرقمية على الفکر والتصميم. ويرکز هذا البحث على استنباط معايير مبتکرة نابعة من محاکاة المضمون الوظيفى للعمارة الاسلامية.
مشکلة البحث THE RESEARCH PROBLEM
- تُحدّد مشکلة البحث فى الاجابة على السؤال التالى: هل العمارة الاسلامية فى مضمونها الوظيفى عمارة اصولية ام انها عمارة قابلة للابتکار والتجديد؟
- اختلال مضمون العمارة الاسلامية عند تحليله من خلال مضمون عقائدى فقط.
هدف البحث RESEARCH OBJECTIVE
- اعادة احياء المضمون الوظيفى للعمارة الاسلامية الاصيلة من خلال فلسفتها فى نماذج معاصرة.
- استنباط مضامين وظيفية مبتکرة مستوحاه من العمارة الاسلامية بصفتها منارا يهدى لا قيدا يعوق.
- کيفية التعامل مع العناصر المعمارية الاسلامية الوظيفية بشکل ديناميکى مبتکر يُمکّن المصمم من ايجاد حلول تصميمية من خلال منظور عالمى يتفق مع الفکر الحديث والثورة التکنولوجية .
فروض البحث Research hypotheses
- امکانية تحقيق التکامل (البيئى – الفکرى – الوظيفى) بين الاصيل والمبتکر.
يتميز المضمون الوظيفى للعمارة الاسلامية بالقدرة على التحديث والتجديد.