تتعرض المجتمعات في الآونة الأخيرة للعديد من التغيرات الاجتماعية الاقتصادية والسياسية والتي تؤثر بدورها علي المکون الاجتماعي والترکيبات السيکولوجية لبنية الأفراد مما يؤثر علي الجوانب السلوکية والمنظومة الأخلاقية والقيمية للمجتمع. هذا وتتنوع آثار تلک التغيرات علي أفراد المجتمع ما بين السلبية والتي تؤدي إلي انحراف القيم والأخلاق الاجتماعية عن مسارها الصحيح وهو ما يحتاج للتعديل والتقويم والتغيير، وما بين الآثار الإيجابية والتي تحتاج إلي تعزيزها وتأصيلها بين أفراد المجتمع، وهو ما يحتاج إلي آليات للتصحيح والتغيير والتعزيز، ليأتي الاتصال الإعلاني الفعال ليصبح إحدى هذه الآليات للتغيير، وذلک من خلال حملات إعلانية موجهة تستهدف إعادة المنظومة الأخلاقية والقيمية للمجتمع إلي مسارها الطبيعي، باعتبارها المحرک الأساسي لدوافع وردود أفعال أفراد هذا المجتمع،حيث ظهرتفي الآونةالأخيرة العديد من الحملات الإعلانية المصرية والعربية والتي تسعي نحو تصحيح وتقويم القيم والأخلاقيات الاجتماعية، أخفق بعضها في تحقيق الأهداف المرجوة ومنها، ونجح البعض الآخر في إحداث تغييرات اجتماعية إيجابية تستحق التوقف عندها للوقوف علي عوامل النجاح والکشف عن الأبعاد الفلسفية للاستراتجيات الإعلانية لتلک الحملات.