الهوية المصرية هي نتاج تراکم الطبقات الحضارية بداية من الحضارة المصرية مرورا باليونانية والرومانية وصولا إلى القبطية ثم الإسلامية وکل حقبة زمنية من هذه الحقب أضفت سمة من سماتها الذاتية أثرت في تکوين تلک الهوية المصرية. وعلى الرغم من المحاولات الهائلة التي استهدفت الهوية المصرية وحاولت زعزعتها فإنها بقيت صامدة أمام کل هذه المحاولات ولکن تلک المحاولات لم تتوقف محاولة اقتحامها.  ويعد التراث الشعبي عنصر أصيل من عناصر الثقافة ومعبر أساسي عن الهوية الوطنية ويعد إرثا حضاريا متميزا وهذه الدراسة تبحث في کيفية الاستفادة من هذه الموروثات الشعبية والتي تمثل ثقافة المجتمع في صياغة بعض الأفکار التي تحمل السمات المصرية معتمده في ذلک على الاستلهام من الفن الشعبي ورموزه وقد وقع الاختيار على مجال الحلي لأنه مجال طيع قادر على استيعاب هذه الموروثات الشعبية وهو من أکثر المجالات التي يمکنها ان تحقق السمات المعبرة عن التراث الشعبي المصري. وتدور مشکلة البحث حول تساؤلات ثلاث هى إلى أي مدى يمکن للتراث الشعبي أن يدعم قضية تأصيل الهوية الوطنية؟ وهل يمکن الحد من الاستخدام السيئ للتراث الشعبي من خلال توثيق رموزه وعناصره واستخدامها بشکل يسمح بالحفاظ عليها؟ هل يصلح مجال الحلي أن يکون احد أساليب حفظ التراث الشعبي؟ ويهدف هذا البحث إلى تأصيل الهوية الوطنية في تصميم المنتجات وذلک عن طريق الاستفادة من الموروثات الشعبية والتي تعد کنزا من مصادر الاستلهام وخاصة في مجال تصميم الحلي. کما يسعى هذا البحث إلى ايجاد الية لتوثيق مفردات التراث الشعبي وقدمت الدراسة مقترحات تصميمية متعددة تمکنت الباحثة من خلالها من صياغة عدد من الرموز والعناصر الشعبية. والأعمال التي قدمت لا يمکن تصورها کأعمال فنية بقدر ما هي محاولة لاستلهام العناصر الشعبية المستمدة من الفنون الشعبية المختلفة فى صياغة قد تکون جديدة في مجال تطبيقها لکنها تاتى في اطار من قواعد تمثل لتراث الشعبى المصرى برؤية تصلح للتطبيق في دلايات صدرية ملونة بمينا الديکال.