يتمتع التصميم الداخلى بکونه تخصصا فنيا وعلميا بمکانة ضمن العلوم الإنسانية التى تتطلب إعمال الفکر, التصميم عبارة عن عملية فکرية تعتمد على التحليل والتقييم وصنع الاختيارات والمفاضلة بينهم وذلک من خلال منهجية محددة ,والفکر الإبداعى هو القدرة على توليد الأفکار المبتکرة وتوضيحها وإظهارها من الفکر إلى الواقع الفعلى فهو عملية عقلية تنطوى على أفکار ومفاهيم جديدة لإيجاد روابط بين تلک الأفکار والمفاهيم . فالفکر کمفهوم إبداعى له قيمة فى البنية التصميمية المعتمدة على احساس الذات المتلقية ودورها فى التأثير على متغيرات المجتمع ودلالاته ويمتلک الفکر سمة المرونة والإطلاق واللامحدودية وبالتالى يمکن تحويله من حالة إلى أخرى .ولقد تميزت مصر يشخصية ثقافية ودينية وتراثية وثروة فکرية تجلت على مر العصور ,ولا شک أن الهوية المصرية أثرت بشکل کبير فى فکر الانسان , الفنون بشکل عام والإرث المعمارى بشکل خاص شاهدين على تطور التاريخ فيما أفرزته الحقب المختلفة من فن وکتل وتشکيلات خارجية وداخلية وعناصر معمارية وعبرت عنه مواد البناء المحلية, ومع التأثير المتبادل بين العصور الحضارية لکل مکان وزمان فقد أنتج عن ذلک حصيلة إبداعية زاخرة من الفن والعمارة التراثية المعبرة عن المکان والزمان وتبرز أهمية الترکيز على التصميم الداخلى کمنتج حضارى لثقافة مجتمع بشکله الشامل وبالتالى الاهتمام بالتعريف بأصول مقوماتنا الحضارية و المحلية وکذلک المواد الانسانية والاجتماعية وذلک وصولا لفهم عميق لقيم المجتمع فى عصر المعلوماتية .
المصمم يمکن أن يفکر فى الماضى والحاضر والمستقبل.وتظهر أهمية التفاعل بين المصمم وماحوله والمتمثلة فى فهم طريقة تحليل الفکرة وتطورها وتجريدها وذلک لکونها المصدر الرئيسى لمنابع الإبداع التصميمى الذى يتخذ من المادة رکيزة ومن الخيال ووسيلة لنتاج إنسانى معبر عن الوجود المعرفى والإبداعى ,ويؤثر فى فکر المجتمع ککل . وهنا يتجه البحث إلى توضيح دور الفکر الإبداعى والتصميمى للهوية المصرية فى التصميم الداخلى وذلک من خلال خلق نتاج حضارى يتسم باستثمار المفردات التراثية وخلق بيئة حضارية تعزز الهوية المصرية والإنتماء المکانى والزمانى والتى هى مصدر استمرارية الفکر التصميمى وثبات المجتمعات .