يعتبر التصوير أحد أهم شواهد التاريخ، فقد حفظ لنا سجلات وثائقية قبل اختراع أي وسيلة من وسائل التصوير الحديثة. وبحکم دراستي للتصوير في الحقب التاريخية منذ ظهور الرموز والعلامات في تخطيطات الإنسان الأول على جدران الکهوف والمغارات لم أجد أدق ولا أجمل من تسجيلات المستشرقين للحياة العربية عموماً والتي أراها فعلا عملت على حفظ التراث العربي بدقة..  بغض النظر عن صفتهم التي جاؤا عليها للبلدان العربية.  الا أننا نجد أن دافع التشوق لمعرفة أسرار الشرق وسحره وضوء شمسه النافذة أخذت بألبابهم فقد صور المزارع والحقول والأسواق وضروب التجارة واهتموا برسم النساء العربيات في طقوس الأفراح والحياة اليومية من لعب الصغار والمساکن القديمة.. فنجد أن دراسي التراث والمهتمين به عموماً استفادوا من تلک الصور الرائعة.. فالحفظ جاء للملابس حسب البلد الذي أقام فيه المستشرق وحفظ الطرز المعمارية وما قام عليه اقتصاد البلد من تجارة أو زراعة.. حقيقة لا يمکننا أن نغفل جانب لم يمسه تصوير المستشرقين.
وتتلخص مشکلة البحث: في سرد وتوضيح مدى ما خلفه المصورين المستشرقين لحفظ التراث العربي في القرن التاسع عشر.
وأناقش في هذا البحث قدرة المصورين المستشرقين في حفظ التفاصيل المهمة للتراث العربي وجودة ما نقلوه لنا وأثر ذلک على عدة علوم عنيت بحفظ کل ما يتعلق ببلاد العرب في تلک الأزمنة.
وأفترض من خلال بحث هذا: أن للمصورين المستشرقين دور کبير في حفظ التراث العربي. خدمت مجالات عديدة مهتمة بالتراث العربي. ويشمل البحث عدة محاور رئيسية وهي: التراث العربي وشموليته، المصورين المستشرقين ودورهم في تسجيل التراث العربي. تصنيف ما صوره المستشرقون حسب کل بلد عربي أقاموا به. وتسعى الدراسة الحالية لتدريس تصوير المستشرقين وإلقاء الضوء على دورهم في حفظ التراث العربي والتأکيد على حرفتهم العالية کفنانين أدوا آداء فني وتقني حفظ لنا شواهد الزمن. ويهدف البحث إلى رصد الدور التاريخي للمصورين المستشرقين من خلال دراسة وتحليل أهم العناصر التي تناولوها في لوحاتهم.