يعتبر الحفاظ على الهوية الثقافية من أبرز القضايا العربية المطروحة للبحث والدراسة, وذلک لأهميتها وخطورتها على أمتنا العربية, ولاسيما لأننا نعيش في عصر "العولمة" النظام العالمي الجديد الذي يتسم بالثورة المعلوماتية في مختلف وسائل الاتصالات (إنترنت, تقنيات إلکترونية, ....وغيرها), والذي يستهدف مختلف ميادين الحياة (السياسية و الاقتصادية والاجتماعية و خصوصاً الثقافية).
لهذا, تکمن الخطورة التي تتربص بأمتنا العربية, التي طالما تميزت بشخصية ثقافية ودينية وثروة فکرية مميزة, تجلّت على مرّ العصور, ولاقت احتراماً وتقديراً من مختلف الحضارات لما قدمته للعالم. وفرض الثقافية الأمريکية (بصفتها مصدر العولمة) بما لديها من نفوذ عالمي واقتصادي وعسکري وتقني, والترويج لذاتها الأحادية کأفضل الثقافات وبسط سطوتها الثقافية المقتدرة بديلاً عن ثقافتنا العربية.
ولا شک أن العمارة العربية تأثرت بشکلٍ کبير, فعندما نتساءل عن أسلوب التصميم المستخدم في المباني السکنية العربية؟, لا نجد إجابة لهذا السؤال لغياب الأسلوب, فبعد ما تميزت العمارة الإسلامية بأسلوب فريد وخصوصية مطلقة, أصبحنا نسير في رکب لا يشبهنا ولا يمت إلى تاريخنا وجذورنا الحضارية والثقافية بأي صلة إلا ما قد ندر منها.
 لذلک, سنحاول بهذه الدراسة تحليل تجربة الهندسة العربية زها حديد بأسلوب التصميم التفکيکي لاستخلاص الحلول التي تساعدنا في العملية التصميمية بما يتلاءم مع  هويتنا العربية ويحافظ على خصوصيتها وتميّزها, لکي لا تذوب هويتنا الثقافية بشکلٍ تام في وجه العولمة.