ان الحرف، والکلمة بل الکتابة عموما لم تستخدم عند أي شعب من شعوب الأرض کعنصر زخرفي على الصورة او الشاکلة التي استخدمت فيها في الفنون العربية والاسلامية فلا وسيلة تدوين في العالم القديم والوسيط أو حتى الحديث لعبت فيه الحروف والکلمات دورا زخرفيا متميزا شان الحروف العربية، فالحرف او الکلمة المدونة تعتبر دليلا قاطعا على الوحدة العربية في مجال الفنون عموما عبر العصور الاسلامية المتلاحقة.
لقد کان الخط العربي وسيلة العلم، ثم أصبح مظهراً من مظاهر الجمال في الحضارة العربية الإسلامية، وما زال ينمو ويتطور ويتعدد حتى وصلت أنواعه إلى الثمانين، وقد حرک الفنان المسلم الخطوط الجافة وأضاف إليها الزخارف حتى غدت لوحات فنية.
اٍن العناية بالخط والکتابة عموما في ظل الاسلام کان أمراً طبيعيا وبخاصة أن الله جلت قدرته هو المعلم الاول فقد جاء في محکم کتابه ((أقرا وربک الأکرم الذي علم بالقلم ،علم الانسان مالم يعلم )) وربما لهذا السبب نجد ان الخطاطين کانوا على الدوام عبر العصور المتلاحقة اعظم الفنانين مکانة في ظل الاسلام فلا غرابة ان نجدهم يعملون جاهدين في تحسين الخط وتجويده.
لقد برز دور الحرف العربي في المخطوطات الاسلامية بشکل واضح ،من خلال التعشيق بين الرسم والحرف والزخرفة باسلوب تصميمي مبهر کما ظهر في مقامات الحريري على سبيل المثال، ومنها مخطوطة يحيى الواسطي.
لقد أثر اسلوب استخدام الحرف العربي في الفترة الاسلامية ،کوحدة تصميمة متناغمة مع الشکل والصورة والتنسيق،على العالم الغربي حيث ظهر في أعمال العديد من المصممين الجرافيکين الذين شکلوا الحرف والکتابة اللاتينية بطريقة زخرفية عادت بنا الى فترة نضج الخط العربي في الحضارة الاسلامية.
تاتي أهمية البحث من أهمية تراثنا العربي الاسلامي الذي ترک بصمة واضحة ومؤثرة بنفس الوقت على ثقافة العالم الغربي،اٍذ ان فنانيهم استنبطوا الکثير في التشکيل الحروفي للحرف اللاتيني الذي ظهر في أعمالهم بطريقة تتناسب مع روح العصر.
ترکزت مشکلة البحث على مدى تأثير الحرف العربي على فناني أوروبا من ناحية التشکيل الحروفي للخط العربي اٍنسيابيته، توازنه واستخداماته التزينية البحتة في أحيان کثيرة دون الحاجة لقراءه مضمونه، وأعتباره عنصراً أساسياً مکملا للعمل الفني، ومدى ارتباطه بموضوع اللوحة او الملصق، اٍن هذه التاثيرات لم يتطرق اليها الباحثين حيث تم تناول تاثيرات أستخدام الخط کما هو کحرف عربي فقط ، وهنا سيتم التطرق الى کل هذه النواحي من خلال نماذج منتقاة من أعمال الفنانين الأوربيين من خلال الحرف اللاتيني.
فرضية البحث
1.اٍستفاد الفنانين الاوروبيين من تشکيلات الحرف العربي في أعمال الفنانين المسلمين وخاصة في المخطوطات الاسلامية، وذلک بالنسبة لطريقة توزيع الحرف اللاتيني وعلاقته مع الشکل الرئيسي بالعمل الفني،الصورة والتشکيل.
اٍما اهداف البحث فترکزت بـــ:
القاء الضوء على تشکيلات الحرف العربي کوحدة تصميمية من خلال نماذج منتقاة من المخطوطات الاسلامية.
وصف وتحليل لبعض اعمال المصممين الجرافيکيين والفنانيين في العالم الغربي الذين تضمنت اعمالهم التشکيل الحروفي للخط مع الصورة من ناحية التشکيل والتوزيع.