اذا کان التجريد من مظاهر التجديد والمعاصرة فى الفنون الغربية لکنه يعتبر من السمات الأساسية لفنون الإسلامية فالتجريد هو القاعدة الرئيسية التى قام عليها فن التصوير الاسلامى ، ولقد جاء الإسلام وکان له موقفه الواضح من التصوير من التحريم مما اثار جدلا فقهيا وعلميا.
فکانت بداية التصوير الاسلامى بداية مرتبطة بالحزر الشديد ولکنه تطور على يد مصورين من مختلف الأقاليم ولقد اشتملت الإمبراطورية الإسلامية على دول وأقاليم کانت لها حضاراتها الخاصة بها وکان لها الفن الخاص بها والتي اعتمد عليها المسلمون فى تنشئة الفن الاسلامى.
کان التصوير من الفنون المهمة التى اعتمد عليها المسلمون فى تزيين الجدران او تجميل المخطوطات وتصميم صفحاته ، ويوضح البحث أهم المدارس الأربعة الرئيسية الخاصة بالتصوير وهى المدرسة العربية,والإيرانية ,والهندية المغولية,والترکية العثمانية .
کما يوضح البحث تطور الأسلوب التجريدي للتصوير الاسلامى واثر العقيدة الإسلامية فى تناول الفنان المسلم للعناصر داخل العمل الفنى والاتجاه التجريدي المميز به , ويبين البحث ان التجريد من السمات التشکيلية الرئيسية لفن التصوير الاسلامى والذى اتخذه الفنان المسلم عبر العصور منذ القدم الى الوقت الراهن
وقد اتجه الفنان العربي الى توظيف الفن التراثي الاسلامى القديم محاولا إبداع فنا جديدا معاصرا فنلاحظ أن عظمة اى فن نجدها فى التوظيف الجيد للتراث من زخارف وحروف وأشکال وألوان کما ان التعلق بالتراث فى الفن التشکيلي يعنى أيضا الغوص فى التاريخ, والفن الاسلامى غزير بإنتاجه الفنى الذى کان له دورا کبيرا فى تطور الفن المعاصر وهذا ما سوف يوضحه هذا البحث وإلقاء الضوء على بعض الفنانين المعاصرين والذين تأثروا بفن التصوير الاسلامى بأشکاله المختلفة.