يعد العصر المملوکي من أزهي العصور في تاريخ العمارة الإسلامية في مصر وبلاد الشام ، وتعتبر مدينة طرابلس الشام من أغني مدن الشام بالمنشآت الإسلامية ، کما تأتى فى المرتبة الثانية مباشرة بعد مدينة القاهرة بمنشآتها المملوکية المتنوعة ولهذا وقع اختياري علي دراسة القيم الجمالية في مداخل العصر المملوکي البحري والجرکسي (648- 923هـ/ 1250- 1517م) بمدينتي طرابس الشام والقاهرة  "دراسة مقارنة" حيث تمثل المداخل أحد أهم الوحدات المعمارية في المنشآت الدينية المملوکية بمدينتي طرابلس الشام والقاهرة ، ولقد برزت أهميتها عبر السمات المعمارية والفنية الفريدة التي منحها المعمار دون غيرها من الوحدات والعناصر المعمارية الأخري ، ويعد المدخل من الوحدات المهمة في تکوين الواجهات ، ومن أهم عناصر الاتصال والحرکة في المنشآت باعتبارها أولي مراحل الدخول للمنشآة.
وقد کانت مداخل المنشآت الدينية بمدينتي طرابلس الشام والقاهرة من أبرز الوحدات التي ظهرت بها مقدرة الفنان المسلم وعبقريته في التوفيق بين الشکل والوظيفة وهذا ما دفعني إلي اختيار هذا الموضوع .
وتهدف هذه الدراسة إلي إبراز السمات المميزة لمداخل المنشآت الدينية المملوکية بمدينة طرابلس الشام وما بها من قيم جمالية ، حيث أهتمت الدراسات السابقة للمنشآت الدينية بمدينة طرابلس الشام بالدراسة الوصفية للمداخل ضمن وصف المنشأة دون عقد المقارنة مع المداخل المملوکية بمدينة القاهرة ، ومن هذا المنطلق کان توجهى لتلک الدراسة .