أثر التقدم السريع للتکنولوجيا وعوامل أخرى على السمات الخاصة بالعمارة العربية المعاصرة، قاد ذلک الى حدوث فوضى في النتاج المعماري وفقدان الهوية بسبب ولادة إشکالية ذات اتجاهين متناقضين، أولهما: العودة إلى العمارة التراثية بقيمها النظرية والتطبيقية، والثاني: الحداثة الغربية والتحرَّر من القديم واستحالة العودة إلى الماضي. إضافة إلى تيارات معمارية ناشدت بضرورة الاستمرارية الحضارية التي تتطلّب التأصيل في التعبير المعماري وربطه بمفاهيم الحداثة. من هنا ظهرت مشکلة البحث في عدم وضوح الرؤية في البناء الفکري المعماري العربي على الرغم من تعدد التوجهات المعمارية التي تسعى إلى خلق عمارة عربية معاصرة، وغياب الهوية مع غياب التوجه الواضح في النظرة إلى التراث. يهدف البحث إلى تحديد آلية لتحليل الواقع المعماري العربي المعاصر بشکل عام ونتاج رواد العمارة في العراق کدراسة حالة، حيث قدم البحث عرضاً وتحليلاً للتيارات الفکرية المعاصرة وطريقة تناولها للتراث وإنعکاس ذلک على التوجهات الفکرية المعمارية المعاصرة ونتاجها المادي متمثلة بأعمال بعض المعماريين الرواد العراقيين. ثم تقييم الواقع المعاصر وإشکالياته من أجل التوصل إلى إستنتاجات وتوصيات تساعد في إرساء دعائم النظرة المستقبلية لبناء الهوية العربية في العمارة المعاصرة.