يُعدُّ المسرحُ من أهمِّ الفنونِ الإنسانيّةِ الموجودة، ذلک أنَّهُ يحتوي على عددٍ من العناصرِ الفنيّة کالنصِّ والتمثيلِ والمناظرِ والأزياءِ والإضاءةِ والخدعِ والموسيقى والتعبير الحرکيّ، وکُلُّ فنٍّ من تلکَ الفنونِ يُسهِمُ بنسبةٍ معيّنةٍ لإنتاجِ العرضِ المسرحىّ المتکامل، وعلى الرغمِ من وجود التطورِ التقنيّ والإمکانيّات العاليةِ في التنفيذِ على المسرح الکبير بدار الأوبرا المصريّة في المناظر والإضاءة والخدع، لم تمتدّ يدُ التجديدِ لتصلَ إلى تصميمِ الأزياء، وخاصةً بعرض أوبرا عايدة التي لا زالت تُنفّذُ على نفسِ النّسقِ التصميميّ الأول لها، ذلکَ الذي صمَّمهُ الإيطاليّ بيترو ريبا منذ قرابة عشرين عامًا، لذا کان التفکيرُ في إعادةِ الصياغةِ لها من خلال رؤيةٍ تصميميةٍ مصريةٍ مختلفة، يبرزُ من خلالها دورُ تصميم طباعة المنسوجات  بشکل يُثري البُعد الدراميّ.
ومن أجلِ تحقيقِ ذلک فلا بد من دراسةٍ تاريخيةٍ للأزياءِ المسرحية بصفةٍ عامة، ولطرازِ الأزياءِ المصريةِ القديمةِ وزخارفِ الفن المصريّ القديم بصفةٍ خاصة، مع الدراسةِ التحليليةِ الفنية لأزياء عرض "أوبرا عايدة" الذي أُقيمَ على المسرح الکبير بدار الأوبرا المصرية في يناير 2015م لاستنتاج معالجاتٍ تصميميّةٍ جديدة لا تحافظُ فقط على ذات التأثيرِ التشکيليّ والدراميّ، وإنّما تضفي عليهِ أبعادًا جديدةً تتَّسمُ بالتغيّرِ والتنوّعِ وقلةِ التکاليف، خاصةً في الأعداد الکبيرة لمجموعات الکورَس والراقصين، وقد وقعَ الاختيارُ على "أوبرا عايدة" موضوعًا للبحث نظرًا لکونِها إحدى العلاماتِ المضيئةِ والبارزةِ في تاريخِ الفنون الجادة، وحالةً فنيّةً شديدةَ الخصوصيّة، إذ إنّها من أشهرِ الأوبرات العالمية، فضلًا عن
کونِها نموذَجًا للتفاعلِ الفنّي مع التاريخِ والحضارةِ الفرعَوْنيّة ورمزًا للهُويّة المصريّة.