تظل الهوية العربية والإسلامية فى مقدمة ما تسعى مجتمعاتنا بصفة عامة ، وابحاثنا العلمية بصفة خاصة ،الى تحصينه ، ودعم مقوماته ومرتکزاته ، وترسيخ الانتماء اليه ، وحمايته من التشويه ، ووقايته من الضعف ، مع الأخذ بکل متطلبات الاصلاح ، واجراءات التطوير لهذه المجتمعات .
ان ثقافتنا العربية واحدة من أغنى الثقافات فى العالم ، ويتجلى غناها فى تکامل عناصرها المتضمنة لما يلى : المعتقدات التى اترکزت على العقيدة الاسلامية ، والقيم التى تنظم الحياة الاجتماعية ،والعناصر المعرفية التى تنظم بها الهوية ،والعناصر الرمزية التى ترتکز على اللغة وابجدياتها ....،
ومع عصر المعرفة والمعلوماتية ، واستحداث أفرع وتصنيفات جديدة للعلوم والفنون والمعارف الإنسانية والطبيعية ،وظهور مجموعة من القيم والابجديات العالمية مقابل القيم المحلية وتنامى انتشار أفلام الرسوم المتحرکة العالمية مقابل افلام الرسوم المتحرکة العربية ،وظهور انماط للتواصل بين بنى الانسان ، وظهور أنماط حياتية جديدة فى الليل والنهار ... فرضت على هويتنا العربية متغيرات وتحديات ألقت بثقلها على مجتمعاتنا العربية .....
وتقوم الدراسة الحالية على استغلال الاعلام المعاصر المتطور من خلال احد ارکانه الرئيسة الآن وهو افلام الرسوم المتحرکة ، للحفاظ على الهوية المرئية العربية ، و دعم الهوية الثقافية العربية من خلال تثبيتها وتعميقها .
حيث يتم دراسة مسحية عن الشخصيات المؤثرة فى الرسوم المتحرکة فىى العالم العربى، وتعد الرسوم المتحرکة من روافد الاعلام الجديد المعبرة عن الثقافات الشعبية والأدبية للدول ، بالإضافة إلى کونها وسيلة اتصال بصرية جماعية تلاقى قدرا کبيرا من الاهتمام والاستمتاع من کافة الأطفال والکبار لما تقدمه لهم من أحداث متنوعة من خلال موضوعات ومغامرات مشوقة بالغة التعبير والإثارة ومحرکة للخيال .
ولا شک فإن شخصيات الرسوم المتحرکة سواء الکرتونية أو الواقعية ما هى إلا تجسيد لشخصيات فى الحياة تحمل انطباعاتها وتصرفاتها وملابسها ، بل وتجسد ما بداخل البشر من أحزان وأفراح وما بها من متناقضات وإيجابيات .
ويعتبر تصميم شخصيات افلام الرسوم المتحرکة جزءا من التعبير الدرامى فى قصة الرسوم المتحرکة وهى بطبيعة الحال لابد وأن تخضع للثقافة العامة للأحداث وزمنها .
ثم يعرض الباحث النتائج والتوصيات والمراجع .