استهدف البحث رصد وتحليل وتفسير إدراك الدعاة المصريين لتأثر (الذات) و(الآخرين) نتيجة التعرض لمضامين العنف المقدَّمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في إطار نظرية "تأثير الشخص الثالث" بشقيها الإدراكي والسلوكي، إضافة إلى التعرف على عادات وأنماط تعرض الدعاة لمضامين العنف المقدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومدى تأييدهم تجاه فرض الرقابة على تلك المضامين. وطبقت الدراسة على عينة من الدعاة التابعين لمؤسستي (الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف).
 أكدت نتائج البحث صحةفرضينظرية "تأثير الشخص الثالث" (الإدراكي والسلوكي)، على الرغم من اختلاف بيئة البحث، وطبيعة المبحوثين؛ مما يؤكد قوة النظرية وجودتها وصلاحية تطبيقها في بيئات متنوعة، وأشارت النتائج إلى ارتفاع مستوى استخدام الدعاة لمواقع التواصل الاجتماعي، واهتمامهم بمتابعة مضامين العنف الاجتماعي المتنوعة المقدَّمة عبر تلك المواقع، تمهيدًا لرصدها ومعالجتها دعويًا، وأسفرت النتائج عن أنَّ طبيعة التكوين العلمي الديني والشرعي والدور الإصلاحي لدى الدعاة، جعلهم أقل تأثرًا بمضامين العنف الاجتماعي مقارنة بالآخرين. وكشفت النتائج عن تأييد الدعاة لفرض الرقابة على نشر تلك المضامين؛ للحد من الآثار السلبية الناتجة عن التعرض لها، وهذا ما يدعم الفرض السلوكي لنظرية "تأثير الشخص الثالث".