تستهدف هذه الدراسة توصيف وتحليلوتقييم دور مواقع التواصل الاجتماعي في تدعيم وتعزيز؛ بل وتنمية مظاهر الانتماء الوطني وقيمه وأسسه لدى الشباب المصري، وذلك من خلال دراسة مسحية -في إطار نظرية الغرس الثقافي - على عينة من شباب الجامعات، تسعى للتعرّف على علاقة الشباب المصري بمواقع التواصل الاجتماعي، ورصد عادات استخدامهم لهذه المواقع، وتحليل وتقييم التأثيرات الناتجة عن هذا الاستخدام، والكشف –من خلال وجهة نظرهم-عما إذا كان له علاقة بتدعيم وتنمية الانتماء الوطني لديهم أو التأثير السلبي على هذا الانتماء... وقد انتهت الدراسة لمجموعة من النتائج أبرزها:
 -  أن مواقع التواصل الاجتماعي تتميز بالانتشار والاستخدام الواسع من قِبَل الغالبية العظمى من الشباب المصري الجامعي.
 -  أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد مجرّد عالم افتراضي للتواصل وتقديم الخدمات وتبادل الأفكار فقط؛ بل أصبحت تتعامل مع مختلف القضايا بتفاعل مكثّف وعميق يسمح للشباب المصري بطرْح آرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم حول مختلف المشكلات والقضايا، كما أنها أضحت روافد رئيسة لبناء وترقية وتدعيم مظاهر الانتماء الوطني وقيمه وأسسه وأبعاد المواطنة.
- وجود مخاطر لمواقع التواصل الاجتماعي ومعوّقات يمكن أن تَحُول دون الفاعلية الكاملة لهذه المنصات في تدعيم مظاهر الانتماء الوطني وقيمه وأسسه لدى الشباب المصري في ظل التهديدات والمخاطر التي أفرزتها، أهمها: الترويج للدعايات المغرضة، وتحفيز اتجاهات التفكك والعنف، والصراعات الاجتماعية والطائفية، ودعم خطابات التطرف بما يؤثر سلبًا في البناء الفكري ومنظومة القيم الوطنية لدى الشباب.