هدف البحث إلى التعرف على الدور الذي تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الصورة الذهنية للجمهور حول المنتحر ومدى التأثيرات التي تحدث فيهم، بالإضافة إلى إدراكهم لمدى التأثيرات التي قد تحدث في الآخرين نتيجة التعرض لمضامين حوادث الانتحار عبر تلك المواقع.
    وقد خلُصَت النتيجة إلى عدم وجود علاقة بين مواقع التواصل الاجتماعي وبين تشكيل الصورة الذهنية للجمهور عن المنتحر، على الرغم من ارتفاع معدل التعرض للمضامين المرتبطة بالانتحارعبر تلك المواقع. كما تبين وجود علاقة بين التعرض لمضامين حوادث الانتحار وبين حدوث تأثيرات معرفية في الجمهور تتعلق برفع مستوى وعي الجمهور تجاه ضرورية الطب والعلاج النفسي للحد من ظاهرة الانتحار. بخلاف ذلك فإن النتائج أظهرت عدم وجود علاقة بين مواقع التواصل الاجتماعي وبين حدوث تأثيرات وجدانية أو سلوكية في الجمهور المصري مثل الانتحار المقلد، كما أثبتته دراسات أجنبية سابقة. فضلًا عن أنه لم تثبت فرضية وجود علاقة كذلك بين تلك المواقع وبين حدوث تأثيرات في الآخرين من وجهة نظر المبحوثين وفقًا لنظرية تأثير الشخص الثالث.
     وأشارت النتائج إلى أن أهم ثلاثة مواقع تواصل اجتماعي يحرص المبحوثون على متابعة المضامين المرتبطة بالانتحار عن طريقها بالترتيب: الفيس بوك، ثم اليوتيوب، ثم الانستجرام، والدافع وراء ذلك التعرف على الأسباب والمشكلات التي أدت بشخصٍ ما إلى الانتحار والتخلص من حياته، مثل الاغتصاب والانتهاكات الجسدية، وغياب الأسرة وظروف التنشئة الأسرية منذ الصغر، وذلك حسبما أظهرت نتائج البحث.
    كما أشارت النتائج إلى تفضيل المبحوثين للأشكال غير الصحفية في التعرض لمضامين حوادث الانتحار مثل المنشورات التي ينشرها المستخدمون.