إن تحديث العملية التعليمية والتربوية تخطت مرحلة الجدل والنقاش، وأصبحت مهمة بالغة الأهمية منوطة من المؤسسات التربوية والتعليمية، ومطلبًا حيويًّا لإحداث الکفاءة الإعلامية، وتوفير الحماية في ظل سيطرة الإعلام على المجتمع، وارتفاع معدلات الاستهلاک الإعلامي في عصر تغزوه التکنولوجيا الرقمية والإعلام بلا حدود؛ لذا وجب الاستناد إلى النظريات والاستراتيجيات التعليمية الحديثة لتزويد المُتعلم بالقدرات والمهارات اللازمة؛ لمواکبة عصر السيادة الإعلامية والتحديات والتغيرات السريعة، ونظرية السقالات التعليمية تُعد من تلک النظريات والاستراتيجيات الحديثة التي تُوفر بيئة مُيسرة للتعلُّم، وتقوم على تقديم يد العون والدعم للمُتعلم، کما أنها من الاستراتيجيات المُستندة على النظرية البنائية؛ التي تُمکن الطلاب من اکتساب وتحسين وتفعيل المهارات بدلًا من الترکيز على تعلُّم المعرفة فقط،، ومن هذا المُنطلق حاول البحث الحالي دراسة نظرية السقالات التعليمية باعتبارها من الاستراتيجيات والنظريات التربوية التعليمية الحديثة ذات الريادة في تطوير العملية التعليمية والتربوية، ومُحاولة استکشاف مدى فاعليتها في تحقيق التعلُّم الإعلامي وتنمية مهارات التربية الإعلامية لدى الطلاب، ومن ثَمً تحددت مشکلة البحث الحالي في التساؤل الرئيس: ما أثر برنامج تدريبي قائم على السقالات التعليمية في تنمية مهارات التربية الإعلامية لدى طلاب الإعلام التربوي؟ واعتمد البحث على المنهج شبه التجريبي، وتمثلت أدوات البحث في مقياسَيْ مهارات التربية الإعلامية وتقييم نظرية السقالات التعليمية من وجهة نظر الطلاب، وتم تطبيقهما على عينة تجريبية من طلاب الإعلام التربوي قوامها (40) طالبًا، وانتهت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الطلاب في التطبيقين القبلي والبعدي بالنسبة لمهارات التربية الإعلامية ککل وذلک لصالح التطبيق البعدي، حيث کانت قيم (ت) دالة عند مستوى دلالة 0.001، ووجود علاقة طردية متوسطة بين درجات الطلاب بالنسبة لمهارات التربية الإعلامية ودرجاتهم على مقياس تقييم نظرية السقالات التعليمية، حيث کانت (0.3<ر<0.7) وهي دالة عند مستوى 0.01، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الطلاب في التطبيق البعدي والتطبيق التتبعي على مقياس مهارات التربية الإعلامية لصالح التطبيق التتبعي، حيث کانت قيم (ت) دالة عند مستوى دلالة 0.001.