هدفت الدراسة إلى رصد وتحليل سلوکيات التعليق على الصفحات الإخبارية في الشبکة الاجتماعية خلال جائحة کورونا "کوفيد-19" من منظور أخلاقي ولغوي؛ وذلک من خلال التطبيق على صفحتي (اليوم السابع، ومصراوي) على موقع الفيس بوک، باستخدام تحليل المضمون الکيفي؛ لدراسة تعليقات المتابعين الواردة على المضامين المنشورة خلال الموجة الأولى لجائحة کورونا کوفيد-19، والتعرف على آليات الضبط والتنظيم المستخدمة لمراجعة وفلترة هذه التعليقات- إن وجدت- وذلک في إطار مدخل أخلاقيات النقاش لهابرماس.
    وانتهت الدراسة إلى أن ساحات التعليق على الصفحتين محل الدراسة مثلت متنفسًا ومکانًا لبث القلق، والخوف، والتوتر الذي سيطر على المجتمع خلال تلک الفترات، وظهرت من خلال تلک الساحات أنواع مختلفة من المشاعر والأحاسيس التي تفاوتت واختلفت باختلاف فترات التحليل. وکان الواضح على مدار الدراسة أن الضغوط التي سببتها جائحة کورونا کانت سببًا وراء ظهور نماذج لغوية وسلوکية غير أخلاقية على ساحات التعليق، وأکدت النتائج کذلک أن اللغة المستخدمة في التعليق اتسمت بالضعف؛ إذ اعتمدت النسبة الأکبر من التعليقات على اللهجة العامية، ولم تصل إلى مستوى الرقي الذي يسمح بوصفها باللغة المتحضرة، وتمثلت أبرز أشکال الانحرافات الأخلاقية في"التجاوز اللفظي، الإساءة والتجريح، السخرية والتهکم، وتوجيه الاتهامات، ونشر الشائعات". کما أکدت نتائج الدراسة أن تلک الصفحات ربما تحاول أن يکون لها دور في ضبط وتنظيم الحوار الدائر من خلالها؛ إلا أنه مع الکم الکبير لهذه التعليقات تفقد السيطرة أحيانًا.