سعت الدراسة إلى محاولة التعرف على رؤية القائم بالاتصال في الصحافة الاستقصائية لإشکاليات الممارسة المهنية للعمل الصحفي الاستقصائي في الصحف اليومية المصرية، وسبل حلها، وذلک من خلال الکشف عن العوامل والمتغيرات المختلفة التي تحکم طبيعة هذه الإشکاليات وتحددها وتفسرها، فضلًا عن أثر هذه الإشکاليات على مستوى أدائه المهني، وذلک من خلال استخدام کل من نظرية "المسئولية الاجتماعية، من منظور مؤسسي إداري جديد"، ونظرية "حارس البوابة"، إطارًا نظريًا للدراسة.
وتعد الدراسة من الدراسات الاستکشافية الوصفية، واعتمدت بشکل أساسي على منهج المسح الإعلامي، من خلال مسح مجتمع المحررين الاستقصائيين العاملين بالصحف اليومية المصرية، بمختلف أنماط ملکيتها (قومية- حزبية- خاصة)، وکذلک منهج العلاقات الارتباطية، من خلال رصد وتوصيف وتحليل علاقة إشکاليات الممارسة المهنية للعمل الصحفي الاستقصائي بمستوى أداء المحررين الاستقصائيين بالجرائد اليومية المصرية، إضافة إلى المنهج المقارن، للمقارنة بين استجابات المبحوثين من المحررين الاستقصائيين (عينة الدراسة)، وفقًا لاختلاف وتنوع نمط ملکية الصحف اليومية العاملين بها.
وقد اعتمد الباحث على أسلوب الحصر الشامل في اختياره لعينة الدراسة الميدانية، التي تتمثل في جميع المحررين الاستقصائيين العاملين بالصحف اليومية الثلاث (الأهرام، والوفد، والوطن)، الذين نفذوا تحقيقات استقصائية نشرت في الصحف الثلاثة ذات التوجهات الفکرية المتباينة، وأجرى الباحث مقابلات متعمقة مع المحررين الاستقصائيين العاملين بصحف الدراسة؛ بهدف رصد وتوصيف وتحليل مدى إدراکهم للإشکاليات الممارسة المهنية للعمل الصحفي الاستقصائي، وتأثير ذلک على مستوى أدائهم المهني.
وفي ضوء أهداف الدراسة وتساؤلاتها، توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، منها:
-    کشفت المقابلات المتعمقة مع المحررين الاستقصائيين العاملين في الجرائد اليومية المصرية أنهم التحقوا بوحدة التحقيقات الاستقصائية بناء على الکفاءة المهنية لکل منهم في المقام الأول.
-    وجود اختلاف بين المؤسسات الصحفية في نوعية التدريب الصحفي التي تحرص على حصول محرريها الاستقصائيين عليه، فضلًا عن الاختلاف بين هذه المؤسسات في درجة اهتمامها بتوفير التدريب اللازم لمحرريها في مهارات ممارسة العمل الصحفي الاستقصائي.