في ظل تغيرات المُجتمع المُعاصر، تعددت مصادر المعرفة التي تبث وتنشر کمَّا هائلًا من المعارف والحقائق والمعلومات، والأفلام الوثائقية أحد المصادر المُهتمة بإنتاج المعرفة ونقلها؛ فهي أداة من أدوات التنمية المعرفية والفکرية، تُعد بمثابة موسوعة شاملة للمعرفة في مجالات العلم المُتنوعة، کما أن المُشاهد للأفلام الوثائقية يتلقى وفرة من المعارف والمعلومات والخبرات والمهارات التي تعمل على تشکيل بنائه المعرفي، وتُحفز لديه الکفايات المعرفية التي بدورها تُسهم في تطوير العمليات العقلية، وتحثه على مُمارسة التفکير التأملي والتعمق في المعلومة وعدم قبولها إلا بعد فحص وتدقيق وإعادة الرؤية حولها باستمرار؛ لفتح آفاق معرفية جديدة مُستمدة منها؛ فالتفکير التأملي يُعد نمطًا خاصًا من التفکير المُرتبط بالوعي والمعرفة، کما أنه نتاج غزارة وتدفق المعلومات والمعارف التي يتعرض لها الفرد، ومن هذا المنطلق وجب التطرق إلى دراسة العلاقة بين الأفلام الوثائقية وتنمية الکفايات المعرفية والتفکير التأملي، من خلال طرح تساؤل رئيسي: (ما علاقة الأفلام الوثائقية بالکفايات المعرفية والتفکير التأملي لدى الطلاب؟)، وتمثلت أدوات الدراسة في صحيفة الاستقصاء ومقياسي الکفايات المعرفية والتفکير التأملي، وطُبقت الدراسة على عينة قوامها (400) مفردة، وانتهت النتائج إلى وجود علاقة طردية قوية بين مُعدل تعرض الطلاب للأفلام الوثائقية ومستوى الکفايات المعرفية لديهم، فقد کانت (ر> 0.7) وهي عند مستوى 0.01، ووجود علاقة طردية متوسطة بين مُعدل تعرض الطلاب للأفلام الوثائقية ومستوى التفکير التأملي لديهم، فقد کانت (0.3<ر< 0.7) وهي عند مستوى 0.01، ووجود علاقة طردية متوسطة بين مستوى الکفايات المعرفية والتفکير التأملي لدى الطلاب؛ إذ کانت (0.3<ر< 0.7) وهي عند مستوى 0.01.